تزامناً مع ما يحدث من عدوان صهيوني على غزّة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حضرت الأفلام الوثائقية التي تُعالج القضية الفلسطينية بشكلٍ كبيرٍ على منصّة "نتفليكس" في نسختها الإسبانية، حيث عرضَت مع بداية الهجمات الإسرائيلية على القطاع فيلم "مولود في غزّة" (2014) للمخرج الأرجنتيتي هرنان زين.
الوثائقي - الذي لا يزال متاحاً على المنصّة - أنجزه المخرج بعد زيارة قام بها إلى القطاع عام 2014، لنقل مأساة الحرب، حيث يتتبّع، على مدى اثنتين وسبعين دقيقةً، الحياة اليومية لعشرة أطفالٍ فلسطينيين يعيشون تحت القصف الإسرائيلي، عارضاً مأساة الحياة في ظل حصارٍ خانق تفرضه "إسرائيل" على سكّان المدينة.
"غزّة" هو عنوان فيلم آخر تعرضه المنصّة على متابعيها بدءاً من الأسبوع القادم. يتناول الوثائقي (2019)، الذي كتب نصه وأخرجه الإسباني خوليو كارلوس مارتينيز وزميله بيريز دي الكامبو، العدوانات الإسرائيلية المتكرّرة على قطاع غزّة، ويرصد الفترة التي تلت توقّف القصف في عام 2019، وتراجع الاهتمام الإعلامي بواقع الصراع.
يشكّل الشريط الذي لا تتجاوز مدّته 18 دقيقة رحلة عبر الصوت والصورة إلى قطاع غزّة، حيث يسافر بنا مخرجا الفيلم إلى عوالم القطاع لنتعرّف من خلال مختلف الشخصيات على انتهاكات حقوق الإنسان التي يعاني منها سكان القطاع يومياً، وحالة الحصار وما بعد الحرب التي يفرضها الاحتلال، لكن مع ذلك كله، يصوّر صمود الفلسطينيين الذي يرفضون ترك أرضهم.
وكان الوثائقي قد نال في عام 2019 "جائزة غويا"، التي تمنحها بشكل سنوي "الأكاديمية الإسبانية للفنون والعلوم السينمائية" في مجال صناعة السينما، حيث لم يتردد مخرج العمل عند تسلّمه الجائزة في التعبير عن وقوفه إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، إذ أهدى الجائزة يومها إلى "أولئك الذين ساهموا في الحفاظ على استمرار كفاح الشعب الفلسطيني، وأولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة وأولئك الذين رحلوا… إلى كلّ من وقف في وجه الإرهاب الصهيوني".
تكتسب عروض هذه الأفلام وغيرها أهمية في المرحلة الراهنة، خصوصاً في ظلّ ما تشهده غزّة من إبادة إسرائيلية مُمنّهجة، إذ أن من شأنها أن تسهم في كشف الحقيقة وتعرية السردية الصهيونية في العالم إضافة إلى نقل صورة صادقة للعذاب والمآسي التي يتعرّض لها المدنيون في فلسطين من قبل الاحتلال الإسرائيلي وداعميه.