"غزّة".. أربعون فنّاناً في بيروت

08 سبتمبر 2024
جانب من المعرض (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **المعرض الفني "غزّة"**: تنظمه "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" و"دار النمر للثقافة والفنون" بالشراكة مع "المتحف الفلسطيني"، ويهدف إلى الحفاظ على الإنسانية وإثبات الحياة من خلال الفن، بعيداً عن الوقفات الاحتجاجية التقليدية.

- **مشاركة واسعة وتنوع فني**: يضم المعرض أعمالاً لأربعين فناناً من فلسطين ودول عربية أخرى، تتنوع بين اللوحات التشكيلية، الملصقات، المنحوتات، والأفلام القصيرة، وتغطي تاريخ غزّة منذ 1967 حتى الحرب المستمرة.

- **أعمال فنية مميزة وثيمات متنوعة**: تتوزع الأعمال على طابقين، وتشمل لوحات عن المقاومة، الحزن، الحياة اليومية، والوجوه الفلسطينية. من أبرز الأعمال "المقاومة أعمق أشكال الحب" و"كيف رأيتُ غزّة"، بالإضافة إلى بورتريهات تكرم الشهداء والأطباء.

"هذا معرض فنّي ليس عاديّاً، وليس نشاطاً تضامنياً مع غزّة، وأيضاً ليس وقفة احتجاجية أمام السفارات أو وزارات الخارجية أو المكاتب الرئاسية أو في ساحات العواصم، وإنما هو محاولة متواضعة جدّاً للحفاظ على إنسانيتنا ولإثبات أنّنا أحياء، وأنّنا نستطيع أن نُثبت دورنا في الحفاظ على ما تبقّى من حياة لننطلق ونُبعث من جديد؛ أحياء بالفعل والعمل والسعي لوقف الإبادة، وليس فقط بالصلاة والدعاء". 

بهذه الكلمات تُقدّم "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية" و"دار النمر للثقافة والفنون" في بيروت للمعرض الجماعي الذي تُنظّمانه بالشراكة مع "المتحف الفلسطيني" في بيرزيت تحت عنوان "غزّة"، والذي افتُتح في مقرّ المؤسّسة ببيروت في منتصف تموز/ يوليو الماضي، ويتواصل حتى نهاية حرب الإبادة الصهيونية في غزّة، وفق ما أعلنه المُنظِّمون.

رصدٌ فنّي للإبادة الراهنة وما سبقها من حصار وعُدوانات

يُشارك في المعرض أربعون فنّاناً من فلسطين وبلدان عربية مختلفة، يُقدّمون أعمالاً تتوزّع خاماتُها بين اللوحات التشكيلية والمُلصقات والمنحوتات والأفلام القصيرة التي تتمحور حول غزّة منذ احتلالها عام 1967، ثمّ في حصارها بدءاً من عام 2006، والعُدوانات التي تلت ذلك أعوام 2008 و2014 و2021، وصولاً إلى حرب الإبادة الشاملة والمُستمرّة منذ أحد عشر شهراً.

غزة 4 - القسم الثقافي
عمل بلا عنوان لدينا مطر، 2019

يُمكن أن نقرأ اللوحات والتصاميم التي تتوزّع على مساحة طابقين من بناء "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية"، انطلاقاً من عملٍ لأريج قاعود بعنوان "المقاومة أعمق أشكال الحبّ" (ورق أرشيفي، 10 × 15 سم، 2023)، وهو الأصغر حجماً في المعرض، حيث تكتفي الفنّانة الفلسطينية بأن تخُطّ هذه الكلمات البسيطة بحبر أزرق على ورقة بيضاء باللغتين العربية والإنكليزية. وبجوارها تماماً عُلّق عملٌ بلا عنوان (أكريليك على قماش، 50 × 80 سم، 2024) للتشكيلي اللبناني أسامة بعلبكي، يُمثّل مُقاوِماً يرمي قذيفة محمولة على الكتف صوب العدوّ ويطغى عليه اللون الرمادي، في حين تنتصب على الجدار المقابل لوحة "كيف رأيتُ غزّة (طائرة)" (طباعة أرشيفية على ورق، 2018) لعيسى ديبي يُعبّر من خلالها عن وحشية الطائرات الصهيونية التي ترمي الناس بالموت، وفيها أيضاً يطغى الرمادي المأخوذ من حُطام العمارات الإسمنتية التي بناها الغزّيون بدماء القلوب.

غزة 5 - القسم الثقافي
عملٌ بلا عنوان (أكريليك على قماش، 50 × 80 سم، 2024) للتشكيلي اللبناني أسامة بعلبكي

وتنقل لوحات "غزّة" مروحةً من المَشاهد والألوان، حيث يُصوّر فايز الحسني في عملِه "عُزلة" (أكريليك على قماش، 2016) حضور الثوب الفلسطيني في حياة النساء. هناك شمسٌ وطيور وأقنعة تُحيل بدورها إلى شيء واحد هو الحُزن. أمّا التشكيلي فتحي غبن، الذي رحل مؤخّراً متأثّراً بمرضه في ظلّ ظروف الحصار والإبادة، فينقل في عدد من لوحاته وجوه الفلسطينيّين التي تركها الاحتلال مُتّشحةً بالأسى بعد أن سرق أرضها وقتل شعبها، وهي ثيماتٌ يتردّد صداها عند كُلٍّ من فوزي العمراني ("القُبلة الأخيرة"، 1998)، وكامل المغني ("الشعب والأرض"، 1978)، وليلى الشوّا (عمل بلا عنوان من السلسلة التركمانية، 2020)، وماهر ناجي ("ثورة"، 2015)، ومحمد أبو سُل ("صبّار"، 2015)، ومحمد الحواجري ("ابني"، 2014)، والقاسم المشترك بين هؤلاء الفنّانين أنّهم كلّهم من أبناء غزّة.

غزة 6 - القسم الثقافي
الشهيد عدنان البرش في بورتريه لبطرس المعرّي

كما تحضر البورتريهات في المعرض بقوّة، ومن أبرزها عمل للتشكيلي السوري بطرس المعرّي بعنوان "طبيباً جريحاً أسيراً شهيداً: عدنان أحمد عطية البرش"، يُكرّم فيه ذكرى الطبيب الفلسطيني الشهيد الذي قتله الاحتلال في التاسع عشر من نيسان/ إبريل الماضي، وبورتريه ثانٍ بلا عنوان وقّعه تيسير البطنيجي عام 1997، وثالث لمحمد الركوعي يظهر فيه وجه امرأة لوَّحته الشمس. ومن بورتريهات المعرض أيضاً: "سلام" لعبد الرحمن المزين، و"الأمّ، غزّة" لسمية صبيح، كما يُمكن إدراج الفيلم القصير "إيموجي" لشيماء حسنين في هذا الصنف نظراً إلى تركيز على لقطة واحدة بالاعتماد على الوجه.

غزة 7 - القسم الثقافي
عمل لـ حسين ناصر الدين، 2021

كذلك نلحظ ثيمات: البيوت ("وجه المدينة" فيلم قصير لشيرين عبد الكريم)، والأطفال ("طفل ولعبة" لرائد عيسى)، والعائلة (عمل بلا عنوان لدينا مطر، 2019)، والأرض ("هولي لاند" لحازم حرب، 2021)، والمُلصقات ("وستنهض من بين الأنقاض صنوبرة الحزن" للفنّان اللبناني حسين ناصر الدين، 2021)، في حين يستعير الفنّان هاني زعرب صُور الأشعّة الطبّية ويُعيد تشكيلها فنّياً في عمله "داخل الوقت 2" (مواد مختلفة وكولاج على ورق كانسون، 2020).

يُشارك في المعرض أيضاً: سلمان النواتي، وأمجد غنّام، وأمل النخالة، وإبراهيم المزيّن، وهاني علقم، وتمام الأكحل، وتيسير بركات، وجهاد جربوع، وحسين ماضي، وخالد جرادة، وضياء مراد، ورانيا ستيفان، وساهر نصار، وشادي الزقزوق، وشريف سرحان، وعمران القيسي، ومحمد جحا، ومؤيد أبو أمونة، ووائل السوسي، ووسيم السعدي، والسوريّان ليلى حمزة ومحمد المفتي، والمصرية مريم صلاح، والبريطاني نيل وود، والهولندية إنغريد رولما.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون