عيد الاستقلال: الفعاليات نفسُها

03 يوليو 2021
("قاعة الموقار" في الجزائر العاصمة)
+ الخط -

لا تكاد تمرُّ مناسبة وطنية في الجزائر من دون تنظيم المؤسّسات الرسمية بعض الفعاليات الثقافية التي تُحاول أن تُواكب المناسبة ضمن تعبير دارج هو "الاحتفال"، وهو تعبيرٌ يُشير إلى تغليب الجانب الاحتفالي على الجانب الثقافي أو المعرفي. ولا تخرج الفعاليات التي أُعلن عنها لمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين لـ استقلال الجزائر، والتي تحلّ في الخامس من تموز/ يوليو الجاري، عن هذه القاعدة.

فقد أعلنت "أوبرا الجزائر" عن إقامة حفل غنائي مساء اليوم تُقدّمه الفنّانتان نرجس ونادية بن يوسف بمشاركة "الفرقة الموسيقية النسوية الأندلسية لأوبرا الجزائر"، إلى جانب عمل غنائي راقص بعنوان "الجزائر تحتفل" تؤدّيه فرقتا "بالي الأوبرا" و"أرابيسك".

من جهتها، أعلنت "مؤسّسة فنون وثقافة" التابعة لولاية الجزائر العاصمة عن برنامج يتضمّن مجموعةً من المعارض والمحاضرات التي تُقام في قاعاتها بالمدينة، ومعظمها سيكون موجَّهاً للأطفال.

وبينما تُنظّم "الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي" معرضاً خاصّاً بالأعمال الفنّية والأدبية التي فازت في الدورة الأخيرة من "جائزة علي معاشي للمبدعين الشباب"، والتي أُعلن عن نتائجها نهاية الشهر الماضي، برمَج "قصر الثقافة مفدي زكريا" عرضاً لمسرحية "شرف المحارب" للمخرج شوقي بوزيد.

وأعلن "الديوان الوطني للثقافة والإعلام" عن تنظيم معارض للكتب ومعارض تشكيلية وعروض أفلام تاريخية وحفلات موسيقية وندوات في القاعات التابعة له في عدّة مدن، بالتعاون مع "المركز الوطني للسينما والسمعي البصري" و"المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954" وعدد من الجمعيات الثقافية.

أمّا "المحافظة السامية للأمازيغية"، فتُنظِّم في مدينة بومرداس، شرق الجزائر العاصمة، مجموعةً من اللقاءات والمعارض بين الخامس والثامن من الشهر الجاري، من بينها ندوة حول "البث الإذاعي باللغة الامازيغية وحولها"، وملتقى حول "دراسة أسماء الأعلام بالجزائر".

لا يُلاحَظ فقط غلبة البعد الاحتفالي الذي يغيّب النقاش والتفكير، بل أيضاً تشابه الفعاليات وتكرارها كل عام، وربْطُ كثير مما يجري تقديمه من أنشطة ثقافية بالمناسبات الوطنية بشكل قسري.

المساهمون