عمر عبد الله العنبر.. الأدب العربي زمن الحروب الصليبية

23 مايو 2022
(رسم للحروب الصليبية الأولى، Getty)
+ الخط -

في كتابه "تجليات الأدب العربي في عصر الحروب الصليبية"، الذي صدر حديثاً عن وزارة الثقافة الأردنية، يعود أستاذ النقد والأدب عمر عبد الله العنبر إلى النصوص التي ظهرت عشية أولى الهجمات الغربية على العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر الميلادي واستمرت نحو قرنين.

ويستعرض المؤلّف أدب ذلك العصر الذي اتخذ أصحابه خلاله موقفاً حاسماً من الغزو، وكذلك في دعوتهم إلى نبذ الخلافات بين المسلمين أنفسهم، والإصرار على مواجهة العدو، وصولاً إلى الاعتزاز ببطولات المحاربين وتحريرهم الأرض المستلبة.

وتصوّر النصوص الشعرية والنثرية المتوافرة، بحسب الكتاب، حال العرب والمسلمين قبيل احتلال الصليبيين لبيت المقدس وبعده، ونقل مشاعر الناس وغضبهم من احتلال المقدسات وانتهاكها، والحضّ على تحريرها، كما توثق العديد منها الوقائع والأحداث البارزة في تلك المرحلة، خاصة المعارك والحروب التي دارت خلالها، وتعكس أيضاً القيمة الفنية لتلك النصوص خلافاً لما يشاع حول انحدار مستواها اللغوي والفني.

ويشير العنبر في مقدمة الكتاب إلى أن "الشعور الراسخ في نفوس المؤمنين، جعل أقلام الشعراء تتجه إلى الإطار الديني تنتفع بما تضمنته من أفكار تتصل بالجهاد، وقد ركز الشعراء، في إنتاجهم الشعري، على بيت المقدس بلد الإسراء، وقلب العروبة والإسلام، وهو شديد الصلة بعقيدة المسلمين".

غلاف الكتاب

ويرى أن ألفاظ الشعراء تميّزت بالرصانة، وبتراكيب حسنة السبك، وجودة الصياغة، وإيصال المعاني المنشودة بوضوح وجزالة ألفاظ، وقوة إيحاء؛ لتناسب قعقعة السلاح، كما حرص الشعراء على اختيار الأوزان الشعرية التي تناسب مثل هذه المواضيع، كاستخدام بحور بعينها في هذه النصوص.

ينقسم الكتاب إلى ستّة فصول؛ الأول بعنوان "البيئة السياسية، والاجتماعية والثقافية"، ويتناول المجتمع الإسلامي قبل الغزو الصليبي في مصر والشام والعراق، وبواعث الحركة الصليبية، والمرحل التي مرت بها هذه الحركة، وتركيبة المجتمع الإسلامي وأثر الحكام والسلاطين في ازدهار الحياة السياسية. ويضيء الفصل الثاني: "سقوط بيت المقدس وغيرها من البلاد الإسلامية" على القصائد التي وصفت هذه المأساة التي عمت العالم الإسلامي أجمع.

ويناقش الفصل الثالث "استنهاض الهمم، والحض على الجهاد"، قصائد الشعراء التي حثت على جمع الكلمة، ووضع حدّ للخلافات الإقليمية، وتسخير النفس والمال والجاه من أجل المعركة، والتهديد والوعيد والتذكير ببطولات العرب والمسلمين على مر العصور، والحث على الأخذ بالثأر واسترجاع بيت المقدس. بينما يستعرض الفصل الرابع "مديح القادة وهجاء الأعداء" قصائد مجدّت القادة وتهكمت على الأعداء. ويذكر الفصل الخامس "رثاء الأبطال والقادة" قصائد  هؤلاء الذين عدّدوا مناقب الشهداء، إلى جانب الفصل السادس الذي حمل عنوان "وصف المعارك والحروب".
 

المساهمون