عزيزة عثمانة.. منشآت في خدمة الطب والأهالي

17 ابريل 2021
مستشفى عزيزة عثمانة في تونس العاصمة
+ الخط -

مع ظهور الجائحة العالمية، نشطت المحاضرات والمؤلفات التي تتناول قضايا الصحة من منظورات متعددة تاريخية واجتماعية ونفسية وغيرها، بعد أن كانت منحصرة تقريباً في مباحث المتخصصين في الطب والعلوم القريبة منه.

ضمن هذا التوجّه، أطلق  كل من "مخبر أسيليا بولا" و"جامعة محمود الماطري" في تونس العاصمة، منذ العام الماضي، سلسلة محاضرات بعنوان "عودة إلى الطب العربي: معارف وممارسات علاجية".

يوم الأربعاء المقبل تُقام حلقة جديدة من سلسلة المحاضرات هذه، حيث يتحدّث الطبيب ومؤرّخ الطب حمزة الصدّام حول شخصية عزيزة عثمانة التي عاشت في القرن السابع عشر، خلال فترة حكم المراديين في تونس.

لم تكن عزيزة عثمانة طبيبة، ورغم ذلك فإن وقوع الاختيار عليها ضمن سلسلة محاضرات "عودة إلى الطب العربي" له وجاهته، فقد كانت وراء تأسيس بيمارستان العزّافين، الذي يعدّ أول مستشفى قائم على إدارة حديثة في تونس، وهو مؤسسة لا تزال إلى اليوم تقدّم خدماتها.

هكذا، يتطرّق الصدّام إلى ما هو أبعد من الممارسة العلاجية المباشرة، حيث تحتاج هذه الأخيرة إلى بُنية تحتية وقبل ذلك إلى إرادة سياسية، ولو من خلال شكل بدائي من المجتمع المدني كانت تمثّله عزيزة عثمانة، باعتبارها أميرة عثمانية كانت تفكّر في إنجاز منشآت ذات صبغة خدماتية لفائدة الأهالي.

يدرس الصدّام خلال محاضرته كيفية إدارة هذا النوع من المؤسّسات الاستشفائية ويضيء مختلف أنشطته وعلاقته بما حوله من زاوية مكانية، فهو يقع في حيّ القصبة الذي كان يمثّل العقل الإداري للإيالة التونسية وقتها، كما يفسّر كيف تأقلمت المؤسّسة مع أزمنةٍ كثيرة من مرور الحكم إلى الأسرة الحسينية فالاستعمار الفرنسي وصولاً إلى دولة الاستقلال منذ 1956.

المساهمون