عباس كيارستمي: شهران في باريس

12 مايو 2021
عباس كيارستمي خلال معرض له في أنقرة، 2016 (Getty)
+ الخط -

حتى مساء الأحد الماضي، كان "مركز بومبيدو" الثقافي، وسط باريس، أحد أبرز الأماكن الفنية في فرنسا، في انتظار إشارةٍ حول انتهاء فترة الإغلاق لتحديد مواعيد افتتاح أو إعادة افتتاح معارضه الكبرى، التي جرى إيقافها بسبب العزل الصحّي، ومنها معرض استعادي للفنان المغربي فريد بلكاهية، ومعرض آخر يضمّ أعمالاً لفنّانات رائدات في التيّار التجريدي خلال القرن العشرين.

"عبّاس كيارستمي: دروب الحرّيّة" هو واحدٌ من هذه الأحداث الفنية، التي بات في إمكان المتحف تحديد موعد انطلاقها، في التاسع عشر من أيار/ مايو الجاري، بعد إعلان الحكومة الفرنسية، يوم الإثنين، عن برنامج تدريجي تتمّ من خلاله إعادة الحياة الثقافية المتوقّفة في البلاد إلى طبيعتها.

يمثّل المعرض "استعادةً كاملة" للمخرج الإيراني (1940 ــ 2016)، حيث تُعرض، حتى السادس والعشرين من تمّوز/ يوليو المقبل، كافّة أعماله السينمائية، البالغ عددها 46، ومن بينها تُحَفُه "أين منزل صديقي" (1987)، و"وتستمرّ الحياة" (1991)، و"عبر أشجار الزيتون" (1994)، التي تشكّل "ثلاثية كوكر"، وكذلك "طعم الكرز" (1997)، و"شيرين" (2008)، و"نسخة طبق الأصل" (2010).

كما يرافق الاستعادة السينمائية لكيارستمي معرضٌ ضخم، يغطّي مساحة تصل إلى متر مربّع، ويضمّ أعمالاً تصميمية، وفيديوهات تجريبية، ومقاطع غير معروفة من أفلام له، إضافة إلى سلسلةٍ من صوره الفوتوغرافية، وهو الذي عُرف بممارسته، إلى جانب الإخراج، كلّاً من التصوير الضوئي وكتابة الشعر؛ الأمر الذي يدفع منظّمي معرضه الباريسي الاستعادي إلى تسميته بـ"الفنان الشامل" في بيانهم.

ويضيء المعرض على المشغل الإبداعي للفنان الإيراني، حيث تُعرَض صور ومقاطع مصوّرة لبعض العناصر دائمة الحضور في أفلامه، كتلك السيارة القديمة التي استخدمها في ثلاثيّتها، كما تُعرض بورتريهات لممثّلات تعامل معهنّ باستمرار في أشرطته، إضافة إلى صور تُظهر مشغله في طهران، وعمل تجهيزي مستلهَم من فيلمه "الحالة رقم 1، الحالة رقم 2" (1979).

يترافق المعرض مع بثٍّ لعدد من أفلام المخرج في بعض المدن الفرنسية، وذلك بالتعاون مع سينمات "إم. ك. 2" التي يُقام المعرض بالاشتراك معها، كما يتزامن الحدث مع الانتهاء من صيانة واستعادة عدد من أشرطته بصيغة دي في دي، حيث صدرت قبل أيام في عُلبة واحدة تضمّ 18 من أفلامه الطويلة والقصيرة.

المساهمون