- استجابة المتحف للضغوط تمثلت في تغيير العنوان إلى "لقاءات التفكير النقدي: التضامن العالمي مع فلسطين" دون تعديل محتوى البرنامج، مؤكدًا على هدفه في خلق فضاءات للنقاش الفكري ودعم الفنانين الفلسطينيين.
- الحدث يأتي في سياق تاريخي وثقافي معقد حيث يقارن النص بين الدمار الذي خلفه النازيون في غرنيكا والعدوان الإسرائيلي على غزة، مشيرًا إلى استمرارية النازية تحت مسمى جديد هو "إسرائيل".
أعلن "متحف الملكة صوفيا" في مدريد، أمس الخميس، عن تغيير اسم سلسلة من الأنشطة الثقافية المؤيّدة للشعب الفلسطيني، والتي كانت تحمل عنوان "من النهر إلى البحر"، بسبب ضغوط من سفارة كيان الاحتلال الإسرائيلي في مدريد، والتي ادّعت أنّها "يُمكن أن تشجع على 'معاداة الساميّة'".
وانضمّ إلى هذه الضغوط أيضاً "اتحاد الجاليات اليهودية في إسبانيا"، الذي أصدر بياناً أعلن فيه عن "قلقه" من أنّ مثل هذا العنوان من "شأنه أن يُوتّر المناخ السياسي الراهن في إسبانيا"، واعتبر أنّ "عنوان 'من النهر إلى البحر' يفترض أنّ إسرائيل ترتكب الإبادة الجماعية والمجازر والتطهير العِرقي".
وسرعان ما استجابت إدارة المتحف لضغوط السفارة الإسرائيلية، حيث غيّرت عنوان الفعاليات التي قالت إنّها تهدف إلى "خلق فضاءات جماعيّة للتفكير النقدي ودعم الفنّانين والقيِّمين الفلسطينيّين"، ليُصبح عنوانها الجديد "لقاءات التفكير النقدي: التضامن العالمي مع فلسطين".
وقالت إدارة المتحف في بيان إن "العنوان السابق من شأنه أن يُفهَم من قبل بعض الجماعات الأهليّة والمجتمعيّة على أنه يحمل دلالات مُسيئة. وباعتبار المتحف مؤسّسة عامّة هدفها، على وجه التحديد، البحث عن أماكن للاجتماع من خلال الثقافة والنقاش الفكري، فإنّنا قرّرنا تقديم عنوان جديد يُحدّد البرنامج بوضوح".
ولم يحدث أي تعديل على محتويات البرنامج الذي كان يحمل عنوان "من النهر إلى البحر"، إذ لا يزال يتضمّن سلسلة محاضرات وجلسات حواريّة ولقاءات مع فنّانين فلسطينيّين.
يُذكر أنّه في 24 كانون الثاني/ يناير الماضي، تسلّق ناشطون من "حركة السلام الأخضر" واجهة "متحف الملكة صوفيا" لتعليق لافتة كبيرة تحوي صورة طفل من غزّة يبكي، وذلك احتجاجاً على الدمار الذي خلّفه العُدوان الصهيوني الإبادي على القطاع.
ويُعدّ "الملكة صوفيا" أحد أكثر المتاحف استقطاباً للزائرين في إسبانيا لتضمُّنه لوحة "غرنيكا" الشهيرة لبابلو بيكاسو، والتي رسمها بعد قصف سلاح الجوّ النازي للمدينة الباسكية غرنيكا، مُخلّفاً وراءه القتلى والجرحى، وأُجبر السكّان على ترك بيوتهم التي راحت تحترق، كما أُجبروا أيضاً على ترك مُمتلكاتهم ومُغادرة المدينة تحت القصف.
اليوم نشهد لوحة دموية تصنعها "إسرائيل" في غزّة، وتتبنّاها الدول الغربية وتعرضها في متاحفها ومعارضها، كنموذجٍ عن إبداع "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" عن استهانة بكل ما هو إنساني، وعن احتقار لكرامة الإنسان وحرّياته وحقوقه. شعارات، ويا للمفارقة، قام التاريخ الأوروبي عليها. تكشف أيضاً أنّ النازية لا تزال موجودة، وأنّ اسمها في العصر الجديد هو "إسرائيل".