تقف هذه الزاوية مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "المادة التي أستقي منها عوالمي الروائية ما زالت حكايات جدّتي عن مدينتي، طنجة، وأهلها"، يقول الكاتب المغربي في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
في نظري، ليس هناك كتابة جديدة وأخرى قديمة. الكتابة هي الكتابة، مرآة تعكس اهتمامنا وما يشغلنا كمبدعين. أن يجد القارئ في ما نبدع واقعه، أن نعبّر عن طموحاته وخيباته وآماله، لأنّ الكاتب، عندما يكتب، يستعير عوالم الناس وانشغالاتهم وذواتهم. يجب على الكتابة ألّا تحيد عن هذا، عن هموم الناس وآلامهم وما يحيط بهم.
■ هل تشعر بنفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه؟ وما هي هذه الملامح؟
كجيل الثمانينيات، عشنا مجموعةً من الأحداث، تختلف عن الجيل الذي سبقه. من هذه الناحية، تختلف الكتابة الجديدة عمّا سبقها. هذه الأحداث تبرز في أعمالنا تلقائياً لأنها شكّلت جزءاً من وعينا، فالمبدع لا تصنعه القراءة فقط، بل محيطه أيضاً. الكتابة ترميمٌ، إذاً، أو بالأحرى عملية بناء لوعينا الجمعي في خضمّ هذا المدّ الجارف من الوقائع التي لا تتوقّف. لكن يبقى الملمح الذي لا يختلف عليه مبدع: الانتصار لكرامة الإنسان وحقّه في التعبير.
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
علاقةٌ بالقراءة. فحبْل السرّة موصول مع روّاد الرواية العربية مثل نجيب محفوظ، سهيل إدريس، عبد الرحمن منيف وغيرهم. أمّا من حيث المادة التي أستقي منها عوالمي الروائية، فما زلت مشدوداً إلى حكايات جدتي عن مدينتي، طنجة، وأهلها.
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
أحاول قدر الإمكان أن أساهم في خلق بيئة ثقافية حُرمنا منها في طفولتنا.
العمل الجيّد لا يحتاج إلى ناشر معروف بالضرورة، بل إلى قارئ جيّد
■ كيف صدر كتابك الأول؟ وكم كان عمرك؟
صدرت مجموعتي القصصية الأولى قبل خمس سنوات، في الثلاثين من عمري. وجاءت بعد تفاعل كبير معها من طرف القرّاء. ولكن، في سنّ مبكّرة، وقبل ظهور وسائط التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، كنت أكتب بالجرائد المحلية.
■ أين تنشر؟
أؤمن، شخصيّاً، بأنّ العمل الجيّد يحتاج إلى قارئ جيّد، وليس بالضرورة إلى دار نشر معروفة. فكم من كتاب حاز على جائزة عالمية ولا يستحقّ القراءة، تبقى أن أعمالي نشرت مع دار "سليكي أخوين" بطنجة.
■ كيف تقرأ؟ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
لا يمرّ يوم من دون أن أقرأ، فالكاتب الجيّد هو القارئ الجيّد. تجدني أقرأ عند إشارة المرور، في المقهى، في البيت، أثناء انتظار الأطفال في المدرسة، في مقصورة القطار، في الفراش، دائماً تجدني أحمل فوق ظهري محفظة، أينما وجدت الفرصة سانحة أقرأ.
■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
بالإنكليزية.
■ كيف تنظر إلى الترجمة؟ وهل لديك رغبة في أن تكون كاتباً مترجماً؟
كما أنّ الترجمة ولادة جديدة للعمل، تكسبه قرّاء جدداً، فإنّها قد تكون سببَ احتضاره أيضاً. بالمناسبة، تُرجمت روايتي "الشريفة" إلى اللغة الفرنسية ولكنّ جائحة كورونا حالت دون نشرها حتى الآن.
■ ماذا تكتب الآن؟ وما هو إصدارك القادم؟
أكتب عموداً صحافياً. أمّا عملي القادم، فيتحدّث عن أبناء مدينتي طنجة، المدينة العتيقة.
بطاقة
يوسف شبعة الحضري كاتب وصحافي مغربي، من مواليد طنجة عام 1982. صدرت له مجموعة قصصية بعنوان "صدى الذكريات: نشيد الفقد" (2015)، ورواية بعنوان "الشريفة" (2018). وهو مؤسّس مقهى "الشريفة" الثقافي في طنجة.