صوت جديد: مع لين نجم

02 ابريل 2022
(لين نجم)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. أعتقد أنّ روايتي المقبلة ستحكي عن بيروت. المدينة التي أبدأ منها وإليها أعود دائمًا"، تقول الكاتبة اللبنانية في لقائها مع "العربي الجديد".



■ كيف تفهمين الكتابة الجديدة؟

- لا أفصل في الكتابة، لا أقسّمها بين كتابة قديمة وكتابة جديدة. الكتابة فعل واحد، تختلف فقط بتجارب أصحابها من جيل إلى جيل. الفارق الوحيد بين الكتابة الماضية والكتابة الجديدة ليس إلّا في قصص كتّابها. في هذا الجيل مثلًا، تجربة جبران خليل جبران لم تعد صالحة إلّا لكتب المدارس. 


■ هل تشعرين نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟

- أنا تراكمات جيل مضى. كما يقول أنسي الحاج: "لا يمكن أن أكتب دون أن أقرأ". في النّهاية أنا وأمثالي من الشباب الكتّاب تكرارٌ للّذين سبقونا، نقرأ ثمّ نكتب. أنا أقرأ وأشاهد ثم أكتب، إذًا أنا نتاج سينما وكتب مضى عليها أجيال. أُراكم تلك القصص فقط وأحوّلها لتخدم تجربتي الّتي أنقلها بالكتابة.


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟

- حين بدأت بالكتابة كنت أقرأ لحسن داوود وجبّور الدويهي، ولمحمود درويش وعبّاس بيضون وأحمد الأمين في الشّعر. أنا نتاج هؤلاء جميعهم وأحبّ ذلك. ربّما هي فكرة عبثيّة، ولكن هذه هي الفانتازيا في الكتابة. أنا ممتنّة لكلّ هؤلاء.

لا لغة تعوّض عن الإحساس الذي تبنيه الكلمة العربيّة في داخلنا

■ كيف تصفين علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟

- علاقتي معها علاقة واجب لا أكثر ولا أقلّ. أهرب دائمًا من الندوات والتجمّعات التي تضمّ الكتّاب والشّعراء الشباب أو أولئك الكبار. لا أعرف بالكتب الجديدة إلّا من الجرائد أو فيسبوك. لا لشيء، ولكنّني لا أحبّ هذه الأضواء وأهرب منها، كما أنّني لا أؤمن بوجود بيئة ثقافيّة ثابتة في هذه المدينة التي تموت في سياستها المقيتة.


■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟

- كتابي الأوّل هو رواية أدبية اسمها "فات الميعاد"، ترشّحت بها إلى "جائزة الرافدين للكتاب الأوّل"، وستُنشر في الشهرين القادمين عن دار "الرافدين". شاركت بها عن عمر يناهز العشرين عامًا. يقولون إنّها سنّ صغيرة بالنّسبة إلى روائيّة، ولكنّنا في العشرين بالتّحديد يمكننا أن نتحوّل إلى كلّ ما نريد. أخاف أن أخسر ذلك.


■ أين تنشرين؟

- أنشر عامّة في صفحتي الفيسبوكيّة. أعتقد أنّها المنصّة الأوسع لنشر ما أكتب بكلّ أريحيّة رغم المضايقات التي أتجاهلها. نشرتُ مؤخّرًا في "الأخبار"، وأحيانًا تُنشر لي قصائد نثر ونصوص في صحف ومواقع إلكترونيّة عدّة.


■ كيف تقرئين وكيف تصفين علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟

- لا أقرأ بشكل منتظم، لا أقيس القراءة بالوقت والكمّ، ولا أقرأ بكثرة. أقرأ متى يحلو لي ومتى أشعر بالرغبة في ذلك، بشكل عفويّ تمامًا. أحيانًا أترك الكتاب في خاتمته، وأختار أن أشاهد فيلمًا عوضًا عن ذلك. يمكنني أن أترك كتاباً، ولكن لا يمكنني ترْك فيلم. يا للمفارقة!


■ هل تقرئين بلغة أخرى إلى جانب العربية؟

- لا أقرأ إلّا بالعربيّة، لا أعتقد أنّه يوجد لغة قد تعوّض عن الإحساس والصورة الّتي قد تبنيها الكلمة العربيّة في داخلنا. قرأت مرّة مسرحيّة لشكسبير باللّغة الإنكليزيّة؛ لم اقرأ لشكسبير من بعدها أبدًا. 


■ كيف تنظرين إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تكوني كاتبة مترجَمة؟

- أعتقد أنّني ممتنّة للمترجمين تحديدًا، رغم أنّني لا أطمح لأنْ أصير كاتبة مترجمة. لولا الترجمة لَمَا قرأت زوربا مثلًا، مثلما قرأته بالتّحديد. أعتقد أن المترجمين هم روائيون جدد.


■ ماذا تكتبين الآن وما هو إصدارك القادم؟

- أعمل الآن على تحويل "فات الميعاد" إلى عمل سينمائي لإيماني بأنّها ستشكّل علامة فارقة في السينما اللبنانيّة التي صارت بائتة. ومن بعدها سأبدأ برواية جديدة، أعتقد أنّها ستحكي عن بيروت. المدينة الّتي أبدأ منها وإليها أعود دائمًا.



بطاقة

كاتبة لبنانيّة من مواليد بيروت عام 2002. تتابع دراستها في الصّحافة والإعلام، كما في قسم السيّنما والتلفزيون في "الجامعة اللبنانية". لها تجربة شعريّة بعنوان "في حياةٍ ثانية"، ورواية ستُنشر قريبًا عن دار "الرافدين" في بيروت، وهي العمل الفائزة بـ"جائزة الرّافدين للكتاب الأوّل" لهذا العام.

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون