تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "الشاعر كفيفٌ يتلمّس الأشياء بروحه ويُبصر الطَّريق بتفكّره"، يقول الشاعر العراقي في لقائه مع "العربي الجديد".
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- ليست لديّ رؤيةٌ واضحة للكتابة الجديدة، لكنْ، بمجملها، هي وليدة بيئتها وزمانها. وكتابة الشِّعر هي محاولةٌ لهدم الأُسس التقليدية وإعادة التفَكُّر في أصل الأشياء: الشاعر كفيفٌ يتلمّس الأشياء بروحه ويُبصر الطَّريق بتفكّره.
■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيلٍ أدبيٍّ له ملامحه؟ وما هذه الملامح؟
- لقد انتهى زمن الانتماءات، والآن أصبحَت هذه المحاولات تشوّهات أدبية وتحزّباً كتابياً بغيضاً. نحن الآن في عصر الفردانيّة (هذا لا يعني أنّ الأجيال السابقة كانت تخلو من نِتاج فردانيّ)، لذا لا أحبّ أن أكون جزءاً من جيلٍ أدبيّ تحكمه أشكال ومناهج كتابيّة معيّنة. وأهمّ ما يميّز أبناء جيلي الاختلاف في طُرق الكتابة، فلا أرى ملامح أدبيّة محدَّدة للحُكم على هذا الجيل.
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
- أقرأ كلّ ما أستطيع الحصول عليه من نِتاجهم، فهم معلّمون وتجاربهم مهمّة.
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافيّة في بلدك؟
- بعيدٌ كلّ البُعد عن البيئة الثقافيّة في بلدي، بكلّ جوانبها وأنشطتها، وأحاول جاهداً أن أنأى بنفسي عن العلاقات الأدبيّة، وأنشدّ للصداقة بلا أيّ مصالح. لكنّي في الوقت ذاته أتابع من بعيد كلّ الأحداث.
لا أحبّ أن أكون جزءاً من جيلٍ أدبيّ تحكمه أشكال كتابيّة معيَّنة
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
صدرَت مجموعتي الأولى، "قرية في أعالي الشَّجر"، هذا العام عن دار "نينوى" وأنا بعمر 24 عاماً.
■ أين تنشر؟
- أنا مُقلٌّ جدّاً في النشر، وذلك يرجع لأسباب كثيرةٍ؛ منها ما قُلتُه في علاقتي بالبيئة الثقافيَّة في بلدي، ومنها انشغالي بالدراسة الأكاديميّة. ولا توجد لديّ منصّة للنشر سوى "فيسبوك" وقلّما أنشر هناك أيضاً.
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
- أسعى للقراءة المنهجيَّة، لكنْ غالباً ما أفشل في ذلك بسبب اهتماماتي المختلفة، غير أن ما يهمّني هو الاستمرار في القراءة. ويبقى الشِّعر اهتمامي الأوَّل الذي أُداوم على قراءته.
■ هل تقرأ بلغة أُخرى إلى جانب العربية؟
- حالياً لا أقرأ الأدب سوى باللغة العربية. بالرغم من دراستي الأكاديميّة باللغة الإنكليزيّة، إلّا أنّي لست متمكِّناً منها كثيراً، وأعمل على تطويرها.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرْجَم أعمالُك؟
- في الحديث عن الشِّعر وترجمته، أرى ضياعاً كثيراً يلحق بالنّص حين يُترجَم، ومهما حاولنا الحفاظَ على الشِّعر فإنّه عصيٌّ على التَّرجمة الكاملة، ولا أفكّر في ترجمة ما أكتبه إلى لغةٍ أُخرى، على الأقل حالياً.
■ ماذا تكتب الآن، وما إصدارك القادم؟
- أكتب الشِّعرَ، وأحاول التَّفرّغ خلال الفترة المقبلة لكتابة مقالات في الشعر.
بطاقة
شاعر عراقي من مواليد عام 1998 في النعمانيّة بمحافظة واسط. يدرس طبّ الأسنان في بغداد ويُقيم فيها. صدرت مجموعته الشعريّة الأولى "قرية في أعالي الشَّجر" هذا العام عن دار "نينوى".