صوت جديد: مع عباس حسين

18 ديسمبر 2021
عباس حسين
+ الخط -

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "الكتابة تنبيه إلى ضرورة سحب الستارة لرؤية الأشياء الكامنة خلفها" يقول الشاعر العراقي في حديثه إلى "العربي الجديد".


■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟

- في البدء، الشعر بالنسبة إليّ محاولةٌ وتنبيه، ومِن هنا يمكن القول بأنّ الكتابة الجديدة محاولةٌ جديدة لفهم الوجود، والتنبيه إلى ضرورة سحب الستارة لرؤية الأشياء الكامنة خلف الشبابيك.


■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟

- أشعرُ أنّني مُنتمٍ لكلِّ جيلٍ يستطيعُ الإشارةَ إلى شيء يكادُ ينبتُ أو يَنعَدِم. حتّى اللحظة لم أستطع تحديدَ ملامحِ الجيلِ الذي أنتمي إليه. أعتقدُ أنَّ مسألة الملامح ـ بصورةٍ عامّة ـ مسألة ضبابيّة، خادِعة، ليسَت ثابتة، وربّما هذه الإشكاليّة تخصُّ كلَّ الأجيال.


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟

- علاقتي معَ الأجيال السابقة علاقةُ نُصوص، ولا أريدُ أنّ تعبرَ أو تجتازَ ذلك الخطّ. بودّي الإشارة هنا إلى شيءٍ في غاية الأهمية: الشعراء عامَّةً هم حمّالو أباريق، شكراً لأنهم سمحوا لي أنْ أشرب أحياناً من تلك الأباريق، من ذلكَ السحر مثلاً. 


■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟

- علاقتي مع البيئة الثقافية في بلدي علاقةُ طفولة، وأعتقد أنّها دائمة. أجزم أنّ تكييف هذه العلاقة يُناسب الشعراء حتماً، لا أقولُ نفاقاً بل محاولةً للتشبُّث، لا أقولُ خِداعاً بل ضرورةَ استمراريّةٍ، ولا أقولُ كذباً بل حقيقة. أشعر الآن أنّني ممتنٌ؛ لقد علّمتني البيئة الثقافية في بلدي أنْ أُشخصن كلّ شيء، بالتالي أنا مختلف معك أدبياً وفنياً، أنا مختلف معك شخصياً، وليس العكس: يا إلهي كَمْ أحبُّ هذا! 


■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟

- كان لديَّ مخطوطٌ شعريّ بعنوان: "مظلّات فتى الرّمل"، وهو محاولة منذ سنة 2009، والحمد لله أنّني مزّقته. كما لديَّ محاولة أُخرى تعود إلى عام 2014، حملَتْ عنوان "على الشكل التالي"، وأيضاً قمتُ بتمزيقها ـ الحمد لله! بالنسبة إلى كتابي الشّعري الأوّل، فإنّه سيصدر قريباً بعنوان "القبور ظروفٌ والموتى رسائل"، ولا أنوي حتى اللحظة تمزيقَه: أعتقد سيكونُ عُمري 33 سنة حينذاك.


■ أين تنشر؟

- أنشرُ عادةً على صفحتي في فيسبوك، ولم أطلب أو أبعث أيَّ نص لي في حياتي إلى أيّ مجلّة أو جريدة. بالمقابل، ثمّة مَن ينشر بعض نصوصي أو يترجمها دون علمي. هنا يمكنني أن أوجّه شكري وامتناني إلى كلّ مَن نشر لي في مجلّة ورقية أو إلكترونية أو في أنطولوجيا، وكلّ مَن ترجم لي بعض النصوص إلى عدّة لغات عالمية ـ ذلك ديْنٌ في رقبتي.


■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟

- أبحثُ عن الكتابة التي أخافُ أن أفكّر فيها، وحسبي أنني سأجدها في كتاب ما، وعندما أمَلُّ من ذلك أحاول بنفسي القيام بها. لذلك أقرأ كلّ شيء تقريباً، حتّى كتب السحر، دون قصديّة، دون ترَف، دون تخطيط، دون عفويّة ودون منهجية، ولا أستطيع وصف ذلك. اقرأ لأجد ما أخاف القيام به.


■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟

- لن أسامح نفسي، كوني للآن لم أستطع قراءة الكتب بلغةٍ أُخرى. هذا الشيء يدمّرني. من المؤسف أنّني أترك الآخر يصفُ لي بقيّة اللغات. أشعرُ أنّني أعمى يُقاد، ودائماً أصطدم بالأشياء، وتؤلمني الصدمة، ولا أستطع الصراخ. 


■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تكون كاتباً مترجَماً؟

- كلُّ ترجمة أدبيّة هي كتابة جديدة. منذ طفولتي وأنا أحلم بأن أمتلكَ لغة أُخرى. كنت أعتقد أنّ اللغة العربية لغة الإنسان الوحيدة! لي محاولات كثيرة في الهجرة منذ 2015 وحتى الآن، وكلُّها من أجل أن أكتسب لغةً أُخرى.


■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟

- أكتب قصائد متنوّعة، وأتحضّر لإصدار مجموعتي "القبورُ ظروفٌ المَوْتى رسائِلْ".


بطاقة

شاعر عراقي من مواليد بابل عام 1989. يحملُ ماجستير في القانون الدولي، ويعمل في كتابة البحوث والدراسات القانونيّة. لهُ عملان شعريّان، أولّهما "القبور ظروف والموتى رسائل" (يصدر قريباً)، وثانيهما "الاجتياح البابليّ الثّالث"، الذي يعمل عليه حالياً.

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون