تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "أي قصيدة غير مستهلكة هي إضافة للحداثة، وكتابة القصيدة قبل النضج مغامرة"، يقول الشاعر العراقي في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
كتابة القصيدة بالنسبة إليّ انتصار، سواء كان هذا الانتصار مجهولاً أو معلوماً. أعتقد أنه ليس هنالك كتابة جديدة أو قديمة، بل هناك نصّ يبقى خالداً، الخلود له شروطه، وأغلبنا يحاول كتابة قصيدة مختلفة. هناك من يكتب بطريقة معقّدة، وهناك من يكتب بطريقة بسيطة، وهناك من يكتب حسب مزاج القرّاء، ما أودُّ قوله هو أنّ أيّ قصيدة غير مستهلكة هي إضافة للحداثة، وكتابة القصيدة قبل النضج مغامرة، وبعد النضج تسلية كبيرة.
■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
لا أهتم لمسألة الأجيال، ولوجوهها، كما أنّها برأيي ليست بذات أهمية، ولا تقدِّم للكتابةِ شئياً، لذلك لا أعتقد أنَّني أنتمي إلى جيلٍ ما.
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
لا شك في أن لكلّ كاتبٍ علاقته بالذين سبقوه، وعلاقتي بهم كما هو حال القرّاء والكتّاب، لا أقول وطيدة، لكنّها جيّدة.
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
شبه معدومة، لديَّ معارف ثقافية قليلة جدّاً، وأشعر بأنّني في مأمن، وهذا يكفي.
لا أهتم لمسألة الأجيال ولا أعتقد أنّني أنتمي إلى جيل ما
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
بعد أن تأهّلت مجموعتي "وسيلة أُخرى للدخان" إلى القائمة الطويلة في "جائزة النفّري" في ألمانيا، قرّرتُ أن أنشرها، فصدرت في صيف 2021 عن "دار تأويل" في السويد، طَبَعتُها على نفقتي الشخصيّة، وقد صدرت في عمر السادسة والعشرين.
■ أين تنشر؟
لعلّي لست ممّن يُكثر النشر، ويبالغ فيه، أعدُّ نفسي مُقِلّاً في النشر، وأحياناً يُنشَر لي في مواقع التواصل وبعض المواقع الأدبية.
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
مزيج من عدّةِ طرق، القراءة بالنسبةِ إليّ مثل الكتابة، لها طقوسها وجوّها الخاص جدّاً، ولعلّني أقرأ بشكلٍ منتظم بمختلف التخصُّصات، ولا أُنكر أنّ لفصول السنة دوراً في زيادة القراءة، أو تقليلها نوعاً ما.
■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
لا... لكنَّني أطمح مستقبلاً إلى تعلُّم اللغة الروسية من أجل الشعر.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرَجم أعمالُك؟
أعتقد أنها مغامرة، والنص يحتاج إلى شاعرٍ ذي قدرة على ترجمته، لغويّاً وروحيّاً. لديّ رغبة في ترجمة أعمالي مستقبلاً، وأن أكون مقروءاً بلغةٍ أُخرى، ناهيك عن ذلك الشعور الرائع الذي ينتاب أيّ كاتبٍ وهو يرى نِتاجهُ يصل إلى العالمية.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
بعد أن قدّمتُ تجربتي الأولى، عبر المجموعة الشعرية التي نشرتُها، لست متسرّعاً في التحضير للإصدار القادم، ما يهمّني هو أن أكتب، ثم فيما بعد، عسى أن أقدم عملاً جديداً مختلفاً عن سابقه، وذلك يأتي مع الزمن.
بطاقة
كاتب وشاعر عراقي من مواليد مدينة السماوة عام 1994 ويقيم فيها، وهو حاصل على شهادة في القانون. صدرت مجموعته الشعريَّة الأولى "وسيلة أخرى للدخان" في صيف 2021 عن "دار تأويل" في السويد.