صوت جديد: سعيد فتاحين

11 يونيو 2024
سعيد فتاحين
+ الخط -
اظهر الملخص
- يواجه الكاتب تحدي توثيق الأحداث المؤلمة في غزة بالقلم، معبرًا عن صراعه مع الذاكرة الحية والعجز عن استيعاب العدوان، مؤكدًا على دوره في الدفاع عن القضايا العادلة من خلال الكتابة.
- يناقش الكاتب مفهوم الكتابة كانعكاس لمجتمع قلق، مبرزًا أهمية الدقة والعمق في الكتابة الأدبية وتفضيله للرمزية، مع التحذير من الأخطاء المعرفية داخل النص.
- يعتبر نفسه جزءًا من جيل أدبي يتميز بالسرعة في الكتابة والنشر وتأثير مواقع التواصل، مشيرًا إلى التداخل في الأجناس الأدبية ومؤكدًا على أهمية الجودة والأصالة في الأعمال الأدبية.

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب.


■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظلّ ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
أجدُني في مأزق مع الذاكرة الحيّة التي لم تعُد قادرةً على استيعاب ما يحدث من عدوان ومجازر وإبادة، خصوصًا في زمن متوحّش مثل هذا. ربّما الهاجس الوحيد الذي يقف كظلّي الحائر: كيف سأدافع بالقلم عن هذه القضّية وكيف سأجمع عنها كلّ شيء حتّى أكتبها بصوت حقيقي.


■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
تنتج تشكُّلات الكتابة الجديدة عن مجتمع قلق. لربما في بعض الأحيان بات الأدب سلعةً من ناحية القيمة. لكن، وعلى الرغم من أنّنا نعيش عصر الرأسمالية المتوحّشة، إلا أنّ مسارات النصّ الجيّد تبدو واضحةً حين يدرك الكاتب ماذا يكتب وكيف. في غالب الأحيان، أميل إلى الرمزية في الكتابة، وأكثر مأزق يخاف منه الكاتب هو الأخطاء المعرفية داخل النصّ.


■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
لا أعتقد أنّ ثمّة كاتباً يمكنه أن يكون - أو لا يكون - جزءاً من جيل أدبيّ من دون نصّ جيّد يمتدّ عبر الأجيال. لعلّ من أهمّ ملامح الجيل الجديد السرعة في الكتابة والنشر، وربّما بات الكاتب، اليوم، أشبه بشخصية "النجم" بمفهومها الفنّي، خصوصاً مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي. أمّا من ناحية النصّ، فثمّة تداخُل في الأجناس الأدبية يصل أحياناً إلى درجة الفوضى. غير أنّ النصّ نفسه هو الفيصل في النهاية.

فكرة الجيل الأدبي ترتبط بوجود نصّ جيّد يمتدّ عبر الأجيال


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
أراها جيّدة، خصوصاً بعد أن تعرّفت، عن طريق القراءة، إلى رشيد بوجدرة والطاهر وطّار، وتعرّفت عن قرب إلى الروائي جيلالي خلّاص. شكّل ذلك عندي نوعاً من التذوق الأدبي المختلف.


■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
كنتُ متحمّساً في البداية لهذه العلاقة. لكنّني أقلُّ حماسةً اليوم. عموماً، تغيب الدينامية عن مشهدنا الثقافي. صحيحٌ أنّ الوضع يختلف في معارض الكتاب، ولكن سرعان ما تغيب اللقاءات والأنشطة الوازنة بعد ذلك، ولعلّ هذا ناتجٌ عن غياب مجتمع أدبي أو مؤسّسات ثقافية وإعلاميّة تُجيد صناعة المشهد الثقافي في الجزائر. هذا هو الواقع ولا يمكن أن أكون متفائلاً في هذا السياق.


■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
صدر كتابي الأوّل وأنا في الثامنة والعشرين. كانت الجزائر تمرّ بمسارات سياسية جديدة، وكنتُ قد تجاوزت بعض الصدامات والتجارب التي كنت أشعر أنّه يمكنني أن أكتب عنها. بعض القصص كانت قراءةً وجودية في ذلك تلك الأيام العصيبة ضمن محاولتي الدائمة البحث عن المعنى بلغة رمزية.


■ أين تنشر؟
أنشر في الجزائر.


■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخطّطة، عفوية، عشوائية؟
في البداية كانت عشوائيّة نوعاً ما، لكنّها أصبحت انتقائيّة في ما بعد. لا تغريني الكُتب الأكثر مبيعاً، وأنزع إلى قراءة الأعمال الكاملة لأيّ كاتب أقرأ له.


■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
أحيانًا باللغة الإنكليزية، وبالفرنسية أحياناً أُخرى، خصوصاً حين يتعلّق الأمر بكاتب جزائري كتب بالفرنسية مثل كاتب ياسين.


■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرَجم أعمالُك؟
ربّما لا وجود لكاتب لا يرغب أن تُترَجم أعماله. بالنسبة إليّ، أعتقد أنّ الوقت لا يزال مبكّراً لا يزال مبكّراً للحديث عن ترجمة كُتبي. الأمر متروك للزمن.


■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
أشتغل على أوّل رواية لي. أعتقد أنَّني بطيء في الكتابة؛ لأنَّني أبحث دائماً عن الدهشة اللازمة. تتناول الرواية الواقع بأصوات شخصيات هشّة، وتنقل نظراتها إلى الجزائر قبل وبعد الفترة الاستعمارية.


بطاقة
قاص من مواليد 1990 في بلدة خميس مليانة (120 كم جنوب غربي الجزائر العاصمة). نشر مقالات وقصصاً في عدّة صحف ومجلّات عربيّة. صدر له: "العربي الأخير" (2018)، و"رجل سيّئ السمعة" (2020)، و"هوية كاتب" (2022).

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون