استمع إلى الملخص
- فهم الكتابة والعلاقة مع الأجيال السابقة: ترى الكاتبة أن الكتابة تعكس عوالم متعددة وظروف متباينة، وتكمل ما تركه الأولون، مما يعزز استمرارية وتطور الأدب.
- النتاج الأدبي وعلاقة الكاتبة بالقراءة والنشر: صدر كتابها الأول عام 2021، وتنشر أعمالها في عمان. تتنوع قراءاتها بين العفوية والمنهجية، وتقرأ بالإنجليزية، معبرة عن رغبتها في ترجمة أعمالها.
تقف هذه الزاوية، من خلال أسئلة سريعة، مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب.
■ ما الهاجس الذي يشغلكِ هذه الأيام في ظلّ ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما عدنا نحن، أو بعبارة أدق، هل كان هنالك نحن؟ أم إنه ضمير محصور في اللغة فقط، لا يشمل الواقع المُعاش؟ أم كنّا وانشطرنا إلى أنات متعددة، متفرقة؟ ما عادت الإنسانيّة تصدح بحقوق أفرادها، أو بالعدالة، أو بالمستقبل، حتى أضحى مفهوم الإنسانيّة مفهومًا إشكاليًا، نعيش معه أزمة ضمير عالميّ، كونيّ، حيث تُنتهك أبسط حقوق الإنسان بصورة صارخة تحت وطأة هذا العنف، الذي أشبه ما يكون بـ"التصفية البشريّة"، تراءى لي من قريب صورة غزّة وأهلها، بل وتجلّى بوضوح كبير - إثر كتابتي عن موضوع العنف اللّغويّ في إطاره النظريّ - صوت غزّة وأطفالها، الشاغل الأكبر، الهاجس المقيم غير المرتحل عن انشغالنا.
■ كيف تفهمين الكتابة الجديدة؟
لعل هذه المسألة يغلفها الغموض من جوانب عدة، ولكن من زاوية ما، أرى أن الكتابة هي مرآة الكتابة، لا يحدّها قديم أغبر أو جديد أظهر، وإنما تسبح في عوالم متعددة، وملابسات متباينة، باختلاف الظروف والأزمان والمقاصد، ومضامينها المغايرة. ولا يستبعد قولي هذا، حيوية الكتابة، وتجددها في الطرح المتناوب مع العصر وقضاياه المتجددة غير الساكنة، فالكتابة لا متناهية وتواجه عالمًا لا متناهيًا.
■ هل تشعرين نفسك جزءًا من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
هذا الشعور، يحتاج مخاضًا طويلًا، حتى تتبدى الملامح، ويظهر التوجه.
هل كنّا نحن قبل السابع من أكتوبر لنقول لم نعد نحن؟
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
المحاكاة هي فيصل الإجابة، نحن نحاكي ونتبع الأولين، ونكمل ما تركوا، فالمسألة تعاضديّة لا محالة.
■ كيف تصفين علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
متناوبة بين الظهور والأفول، من ناحية أتابع النتاجات الفنيّة والأدبيّة، وأشارك في الحضور والتقديم في الندوات والمؤتمرات العلميّة، التي تترك في نفسي شعلة تحتاج إلى أن تضيء، تؤججها المرحلة الأخرى، بالعزلة، التي أركن بها نفسي بعيدًا عن الساحة الثقافيّة حتى ينضج النتاج العلميّ على نار هادئة راجحة. وحقيقة أجد هذه العلاقة صفقة مربحة للنفس والعمل.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
صدر كتابي الأوّل، "تحليل الخطاب اللّغويّ الاجتماعيّ في الأمثال العربيّة"، عام 2021، بعد مناقشته وإجازته، فهو في الأصل رسالة ماجستير، وتم نشره بعد مرور عام على كتابته، وكان عمري وقتها ثمانيّة وعشرين عامًا. وتأتى الدافع إلى نشره، إيمانًا بالعمل وبالقضية المطروحة كونها قضية حيوية.
■ أين تنشرين؟
يختلف مكان النشر باختلاف النص، نُشر كتابي الأول "تحليل الخطاب اللّغوي الاجتماعيّ"، في "دار كنوز المعرفة" بعمّان، أما الكتاب الثاني "تحليل الخطاب الفلسفيّ عند سقراط وأرسطو - المسألة الأخلاقيّة نموذجًا"، فنُشر في "دار صفاء للنشر والتوزيع" بعمّان، أما عن كتابي الثالث "نظرية المعرفة عند ابن طفيل"، فقد نُشر في "دار المنهجيّة للنشر والتوزيع" بعمّان، والكتاب الرابع "المحمولات الفلسفيّة في الشعر العربيّ الحديث - قصيدة النثر"، في "دار المعتز للنشر والتوزيع" بعمّان، ويتأتى اختياري لدور النشر، تلك التي تتميز بالحضور الفعّال في الأوساط الأكاديميّة والثقافيّة، ومشاركتها الحافلة في المعارض الدوليّة للكتاب؛ تحقيقًا لغاية النشر، على مبدأ "علم ينتفع به". أما الأبحاث العلميّة، فأتخير النشر في مجلات علميّة محكّمة محليّة ودوليّة، وأنشر أحيانًا مقالات في مجلات وزارة الثقافة الأردنيّة.
■ كيف تقرئين وكيف تصفين علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
تتعالق عناقيد القراءة العفويّة مع القراءة المنهجيّة، أقرأ أحيانًا بعفويّة حسب ما يثير اهتمامي في اللحظة الآنيّة، حيث أترك فضولي يقودني لاكتشاف بقاع جديدة غير مخطط لها. وفي أحايين أخرى، أتبنى منهجية محددة، أنتخب الكتب بعناية، بناء على اهتماماتي البحثيّة أو على مقاصد معرفيّة أنوي تحقيقها. بذلك تتكامل العفوية مع التخطيط، جاعلة من تجربة القراءة رحلة ثرية ونابضة بالمعرفة.
■ هل تقرئين بلغة أُخرى إلى جانب العربية؟
نعم، أقرأ باللغة الإنكليزيّة، أيضًا.
■ كيف تنظرين إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تكوني كاتبة مترجَمة؟
أصافح رأي بول ريكور حول الترجمة، بوصفها "فن استضافة الآخر"، فلا انفكاك عن القول إن الترجمة هي المعبر أو الجسر التي تنعش العلاقة بين الثقافات المتعددة، وتفتح الحوار بينهما عبر اللغة، مما يتيح نقل الأفكار والرؤى من سياق إلى آخر. وانطلاقًا من إيمان لازب، يجب ألا تبقى المعرفة محصورة في حدود لغة واحدة، والترجمة هي الحل الناجع، لذلك اللبس، وبهذا، نعم، لدي رغبة بالتأكيد في ترجمة أعمالي. أطمح إلى تشاركيّة الرؤى التي طرحتها مع ثقافات مختلفة، وإثارة النقاش والحوار حول المواضيع التي تناولتها، فلا محالة من أن الترجمة يمكن أن تترك أثرها الناجع في أفكاري عندما تُعرض في سياقات ثقافية جديدة.
■ ماذا تكتبين الآن وما هو إصدارك المقبل؟
لا أفصح عن خطواتي، وإنما أسير بصمت.
بطاقة
كاتبة وباحثة أردنيّة من مواليد عام 1993، باحثة دكتوراه في اللسانيات التطبيقيّة، حاصلة على ماجستير في اللّغويات من "الجامعة الهاشمية" بالأردن عام 2020، صدرت لها عدة مؤلفات، هي: "تحليل الخطاب اللّغوي الاجتماعيّ في الأمثال العربيّة" (2021)، و"تحليل الخطاب الفلسفيّ عند سقراط وأرسطو- المسألة الأخلاقيّة نموذجًا" (2022)، و"نظرية المعرفة عند ابن طفيل" (2023)، و"المحمولات الفلسفيّة في الشعر العربيّ الحديث - قصيدة النثر" (2023).