استمع إلى الملخص
- **الكتابة الجديدة وعلاقتها بالقارئ:** يصف الكتابة الجديدة بأنها قريبة من القارئ وتتفاعل معه، مؤكداً أن مهمته ككاتب هي التفكير بعقله والتحدث بعقل الآخرين.
- **العلاقة بالأجيال السابقة والبيئة الثقافية:** يكن الروائي احتراماً للأجيال الأدبية السابقة ويشيد بالبيئة الثقافية في مصر، مشيراً إلى الحركة النقدية الكبيرة ودعمه للترجمة كفرصة للانتشار العالمي.
تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح الجيل العربي الجديد من الكتّاب وانشغالاته. "الكتابة الجديدة هي كتابة لا تتعالى على القارئ"، يقول الروائي المصري لـ"العربي الجديد".
■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظل ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
- بعد عام تقريباً من بدء العدوان على غزّة، أظنّ أنّي في أزمة فكرية، ووجودية كذلك. منذ بداية العدوان لم أعبأ كثيراً بالتناحُر السياسي بين الأطراف المتصارعة في المنطقة، بقدر ما فكّرتُ في معاناة الإنسان، كيف يواجه الخوف والموت، وماذا يصنع الخوف في النفوس البشرية، كيف يحطّمها وكيف يَنبت الأمل واهياً ضعيفاً... أظنّ أنّي أُعيد تشكيل فكري من جديد، وقد فقدتُ الكثير من إيماني بأفكار كنتُ أعتبرها صحيحة.
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- أظنّ أنّ أهمّ ما يُميّز الكتابة الجديدة هو القرب من القارئ والتفاعل معه، وهذه سمة العصر في العموم، وليس في الكتابة فقط. الكتاب أصبح له شعبية خلال آخر عشر سنوات لهذا السبب. هناك مثل مصري قديم يقول: "فكّر بعقلك وتكلّم بعقل الآخرين"، وأعتقد أنّ هذه مهمّة الكاتب، وربما هذا ما يفعله جيلي من الكتّاب الآن، أو على الأقل ما أحاول أنا فعله. هذه سمة مهمّة أعادت للكتاب شعبيته مرّةً أُخرى في الوجود العربي بعد فترة هجر كبيرة. أعتقد أنّ الكتابة الجديدة هي كتابة لا تتعالى على القارئ.
■ هل تشعر بأنك جزء من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
- أنا أنتمي إلى جيل بكلّ تأكيد، ولكن ما هي ملامحه وما هي مميزاته؟ لا أعتقد أنّي أستطيع أن أكشف ذلك، فأنا في خضمّ العملية الإبداعية. الأمر أشبه بشخص في دوّامة، هو لا يستطيع أن يعرف إلى أين هي ذاهبة. ولكنّ المراقِبين من الخارج يستطيعون معرفة ذلك، وأعتقد أنّها ستكون مهمّة النقّاد بعد ذلك بكلّ تأكيد، فمِن الممكن بعد عشر سنوات من الآن أن يوضع إطار تعريفي لهذا الجيل.
■ كيف هي علاقتك بالأجيال السابقة؟
- أُكنّ لهم كلّ الاحترام والتقدير، فلقد تعلّمنا على أيديهم، على وجه الدقّة من أيديهم، وما زلت أتعلّم من كتب توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويحيى حقّي وخيري شلبي والطيّب الصالح وغيرهم. هؤلاء هُم الأساتذة ولهم قدرهم، ولذلك أنا أحترمهم كثيراً وأُجلّهم.
العدوان على غزّة جعلني أُعيد تشكيل فكري من جديد
■ كيف تصف علاقتك بالبيئة الثقافية في بلدك؟
- أعتقد أنّها علاقة جيّدة، والبيئة الثقافية في مصر هي بيئة داعمة كثيراً. لنقُل أوّلاً من الكتّاب الكبار، الذين لمستُ منهم في الفترة الأخيرة دعماً كبيراً على المستوى الشخصي، وكذلك النقّاد. أعتقد أنه في مصر توجد حركة نقدية كبيرة جدّاً، وهي حركة مهمّة للغاية تُغذّي الحياة الثقافية، وهي حركةٌ ذات عقل مطّاطي إن صحّ التعبير. هي ليست متحجرة وتتقبّل كلّ جديد، وهذه ميزة كبيرة في هذا الجيل من الأساتذة النقّاد.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- صدر أوّل كتاب لي في عمر 28 عاماً، وقد تأخّرتُ في كتابته حتى يُصبح أهلاً للنشر.
■ أين تنشر؟
- أنشر حالياً في "دار دوّن للنشر والتوزيع".
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك بالقراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
- أقرأ في كلّ وقت وكلّ فرصة، وأعتقد أنّ قراءتي منهجية ومخطّطة، فهي ليست عفوية أو عشوائية أبداً، لأنّي اقرأ تبعاً للموضوع الذي أودّ دراسته، فالموضوع هو الذي يجرّني للكتاب، وليس العكس.
■ هل تقرأ بلغة أُخرى إلى جانب العربية؟
- أقرأ أحياناً بالإنكليزية، وأقرأ الترجمات بالتأكيد، ولكنّي لا ألجأ إلى القراءة بغير العربية إلّا إذا وجدتُ تقصيراً في المراجع العربية عن موضوع أقوم بالقراءة فيه. والحقُّ يُقال إنّ المكتبة العربية فيها عجز كبير يجب ملؤه من قبل الباحثين والناشرين.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرْجَم أعمالُكَ؟
- الترجمة فرصةٌ كبيرة بالطبع للانتشار عالمياً. أيّ كاتب يحبّ ذلك، وأنا أيضاً بالطبع لديّ رغبة في هذا. عُرض عليّ عدد من العروض للترجمات وأقوم بدراستها مع دار النشر حالياً، ومع وكيلتي الأدبية، ولكنّي غير متعجّل لتلك الخطوة.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
- أكتب رواية، وهي إصداري القادم الذي أتمنّى أن يرى النور في 2025.
بطاقة
كاتب وصحافي مصري من مواليد 1992. عمل في عدد من الصحف والقنوات المصرية والعربية. صدر له في الرواية: "ما تبقّى من الشمس" (2020)، و"مكتوب"(2021)، و"مقامرة على شرف الليدي ميتسي"(2023). فاز عمله الأوّل بـ"جائزة ساويرس الثقافية" عام 2020، وتأهّلت روايته الثالثة إلى القائمة القصيرة في "الجائزة العالمية للرواية العربية - البوكر" خلال العام الحالي.