صلاح جاهين.. رسوم كاريكاتير غير منشورة

29 يوليو 2021
(صلاح جاهين، 1930 - 1986)
+ الخط -

خطّ صلاح جاهين خربشاته الأولى عام 1955 التي نالت إعجاب الكثيرين في الوسط الصحافي والفني، ورأوا أنها رسوم كاريكاتيرية تصلح للنشر، وهو رأي لم يجده مقنعاً وأن هذه الخطوط المرسومة بخفة وحسّ فكاهي لا تؤهله أن يكون فناناً، حتى طلبت منه إدارة مجلة "روز اليوسف" أن يعمل رساماً لديها. 

روح ساخرة وناقدة ومواهب عديدة في التمثيل وكتابة الشعر والسيناريو والرسم اجتمعت في تجربة الكاتب والفنان المصري (1930 – 1986)، وفي كلّ هذه الحقول كانت تبرز خصوصيته وفرادة أسلوبه اللتين ستحققان له انتشاراً جماهيرياً واسعاً كما شخصياته الكاريكاتيرية، مثل الفهامة، وقيس وليلى، ودرش، التي عبّرت عن همومٍ المجتمع خلال الخمسينيات والستينيات.

(من المعرض)
(من المعرض)

"من تراث الكاريكاتير"، عنوان المعرض الذي افتتح مساء أول أمس، الثلاثاء، في "بيت السحيمي" بالقاهرة، ويتواصل حتى الثاني من الشهر المقبل، بالتعاون مع "الجمعية المصرية للكاريكاتير" و"متحف الكاريكاتير" في الفيوم، ويضمّ أربعين رسماً لجاهين لم تُعرض من قبل.

تغلب على الأعمال المعروضة رسومات لحوداث أو مواقف اجتماعية مع تعليق قصير يبرز المفارقة التي أراد صاحب قصيدة "على اسم مصر" إيصالها، حيث تبدو الفكرة أساس الكاريكاتير وهدفها النهائي، حيث رسم معظم الشخصيات بصورة مختزلة غير مهتم بتفاصيلها الفنية، إنما بإظهار هيئتها أو شكلها أو تعابير وجوهها على نحو رمزي يوضّح مضمون العمل.

(من المعرض)
(من المعرض)

وتشترك أيضاً هذه الرسوم بسلاسة الخطوط وبساطتها، والتركيز على موضوعات لا تبدو شائعة التناول خلال تلك الفترة. ورغم فائض السخرية الذي تحمله كاريكاتيراته، إلا أن جاهين كان يفقد الابتسامة في محطّات عديدة من حياته، ويقع أسير نوبات اكتئاب حادّة وطويلة لأسباب سياسية وشخصية وعاطفية أحياناً، وربما كانت أشهرها عزلته الطويلة بعد هزيمة حزيران/ يونيو عام 1967، حيث لم يخرج من البيت لكنه واظب على نشر رسوماته في الصحف.

كما تسبّبت رسوماته في غضب عدّة أطراف وجهات رسمية واجتماعية بسبب نقدها اللاذع، كما حدث عام 1962، حين تظاهر طلاب الأزهر أمام مبنى "الأهرام" حيث كان يعمل جاهين بعد رسمه الشيخ محمد الغزالي الذي عارض آراءه التي قدّمها الأخير أثناء مناقشة مشروع الميثاق الوطني، ومثل أيضاً أمام المدعي العام الاشتراكي بعد انتقاده تلوث مياه القاهرة. غير أنه في كلّ مرة وُضع اسمه ضمن قوائم الاعتقال التي طاولت العديد من الكتّاب والصحافيين، كان يتدّخل جمال عبد الناصر شخصياً لمنع سجنه.

في أحد الأعمال المعروضة يرسم جاهين شخصاّ وشم على صدره ربطة عنق، وفي عمل آخر تسخر سيدة من رجل متعلم لكنه لا يعرف رقص الروك آند رول، وفي رسم ثالث يهرب بائع فجل من موظفي البلدية الذين لا شغل لهم سوى ملاحقة الباعة المتجولين.
 

المساهمون