في كتابه "صناعة السينما في مصر: كيف تشكّل العمل والتكنولوجيا والوسائط الصناعة"، الذي صدر حديثاً، يضع الباحث الأنثروبولوجي المصري خلاصة بحثه الذي بدأه عام 2013 من خلال دراسته نماذج من أفلام أنتجت خلال العقد الأخير وإجرائه مقابلات مع عدد من المنتجين والمخرجين والمصورين والفنانين والعاملين في المجال السينمائي.
ينقسم الكتاب إلى ستّة فصول تناول من خلالها الاقتصاد السياسي لصناعة السينما المصرية ورؤوس الأموال الأساسية القائمة عليها منذ إنشاء استديو مصر في الثلاثينيات والبعد الشخصي الذي غلب على المؤسسي فيها، وعلاقات العمل، والتكنولوجيا الرقمية في الصناعة التي دخلت عام 2010، وميزانية الصناعة، والتخيلات البصرية للفيلم لدى العمال والفنانين والفنيين والمخرج وأهميتها في خلق نهاية الفيلم، وخيال الجماهير وكيف يؤثر على الصناعة والتوزيع.
يناقش المحاضر علاقات العمل والتكنولوجيا الرقمية وكيف يؤثر خيال الجماهير على الصناعة والتوزيع
يستضيف "معهد القاهرة للآداب والعلوم الحرة" (سيلاس)، في العاصمة المصرية، الباحث الأنثربولوجي المصري شهاب الخشاب لإلقاء محاضرة افتراصية عند الثامنة من مساء اليوم، الأربعاء، تستند إلى كتابه، وتأتي في إطار مساق دراسي بعنوان "مقدمة عن السينما المصرية الشعبية: الشباب"، يقدمه المعهد خلال الفصل الدراسي الحالي، وتدير النقاش عقب المحاضرة الناقدة السينمائية نور الصافوري.
تتناول المحاضرة بعض الأنماط الاقتصادية والاجتماعية الحالية في صناعة السينما المصرية، بالتركيز على الفرق بين السينما "التجارية" والسينما "المستقلة" في ثلاثة محاور رئيسية: أولاً أهمية المنهج الأنثروبولوجي الميداني لدراسة الصناعات الثقافية، وثانيًا أهمية تحليل العلاقات البشرية والتكنولوجية في عملية صناعة السينما.
ويتناول المحور الثالث تأثير العلاقات الاجتماعية على تعريف أنماط الصناعة السينمائية المختلفة، وتحديدًا النمط التجاري والمستقل، بالإضافة إلى الحديث عن المنهج المستخدم والأطروحات الرئيسية في الكتاب. كما يقدم الخشاب بعض التصورات الشائعة عن صناعة السينما في الوسط السينمائي المصري، محللاً تلك التصورات باستخدام أدوات الأنثروبولوجيا الاجتماعية.
يتطرّق المحاضر لأربعة أفلام يقارب من خلالها جملة الأفكار في دراسته، وهي: "ديكور" (2014)، لـ أحمد عبد الله، و"ورد مسموم" (2018)، لـ أحمد فوزي صالح، و"قط وفار" (2015)، لـ تامر محسن، و"قدرات غير عادية" (2015)، لـ داوود عبد السيد، إلى جانب قراءاته لمجموعة مؤلّفات تتقاطع مع كتابه، مثل "الأنثروبولوجيا البصرية ميدان بحثي جديد"، من موقع "إي عربي" (2020)، لـ شهريهان حوامدة، و"الثقافة الجماهيرية والحداثة في مصر" (2000)، لـ وولتر أرمبرست، إلى جانب دراسته التي أصدرها عام 2018 بعنوان "ماتعلّمتش حاجة في المعهد".