شاعر بين يديه هواء كثير

25 اغسطس 2021
كاليغرافيا صفاء إسكندر/ العراق
+ الخط -

يجلسُ مخموراً بالكوابيس
تحت وسادتهِ
ثمة أساطير صغيرةٍ يربّيها،
أو يُعرّيها من النبوءاتِ
ثم يرفعُها على كتفيه.
وقبل أن يهمَّ بالخروجِ
ينثرُ غرفتهُ بالكلماتِ
علّها تنمو قصائدَ
ما إن يعود.

في الشارعِ يمشي
ورأسهُ مثقلٌ
بحكاية طويلةٍ
تركها تخضرُّ
تحت السريرِ
ومجموعة طيورٍ ملوّنةٍ
رسمها على الورقِ
آملاً أن تأخذهُ معها حين تطيرُ
إلى عوالمَ أُخرٍ
طالما رآها في حلمِ الأمس
جاعلاً من الموتِ ترنيمةً
لا تموت.

ينظرُ إلى نفسهِ
بين يديهِ هواءٌ كثيرٌ
يكفيهِ لسنين قادمةٍ
من القحطِ والشعرِ.

كان الرصيفُ ينوءُ بثقلهِ
بينما العرباتُ الهجينةُ
تزدردُ السكينةَ،
إنتظريني أيتها القيامةُ
فمن أنا وطفولتي تتسرّبُ
مثل ضحكةٍ خجولةٍ
تنزلُ إلى روحي
فتغطسُ بالحزنِ،
من أنا ولا أحملُ غير قصصي
المنسية
وسراباً يتبعني
من قبلِ الأوانِ؟

في منعطفِ الشارعِ
كان المنفى يجلسُ أمامَهُ
ويأكلُ طعامَهُ.
سأكتبُ الليلةَ عن تكسّرِ المرايا
وهروبِ الصحابِ
إلى النواحِ،
سأتجرّدُ الليلةَ عن محنتي
وأكتبُ وصايا لطفولتي
أن تكفَّ عن الدورانِ في كأسي.

أيامي يا أيامي كم أنتِ بريةً
ولا وقتَ فيكِ!

قال النادلُ:
أتى هذا الرجلُ
على رأسهِ غيمةً يابسةً
وفي جيبهِ نجمةٌ تتطلعُ للوصولِ.
أتى هذا الرجلُ
خلفهُ فكرةٌ غامضةٌ عن الكلامِ،
وفي عينيه صورٌ
لبحرٍ مهزومٍ من مدنٍ هجرها
المتسكّعون.


* شاعر من العراق

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون