تغزو النظريات كل شيء، فهي تتحدّث عن العلم والفن والأدب والأحداث السياسية والتاريخية، وتحوّلات المجتمعات. بعبارة أخرى تتحرّك النظرية في كل ما هو حياة.
لكن مقابل اهتمام النظرية بكل شيء حولها قلّما نجد بأنها تنظر إلى ذاتها، وهي المحاولة التي يقدّمها الكاتب الفرنسي شارل دانزيغ (1961) في كتاب بعنوان "نظريات النظريات" صدر مؤخراً عن منشورات "غراسيه".
لكن مفارقة الكتاب هي أنه لا يتصدّى للنظرية من منطق نظريّ، بل من زاوية ذاتية. تقريباً يقول المؤلف بأن الفكر النظري لا يزال غير مؤهّل لقول شيء عن نفسه، ومن هنا يأخذ الكتاب بُعداً ساخراً.
يقول دانزيغ: "باعتبارها مقترحاً تعميمياً حول موضوع ما، بما أننا نختار في الصباح هذا اللباس دون غيره؛ إذن من الممكن الحديث عن نظرية للملابس الجيّدة، وبما أن للنهار نهاية نعرفها بغروب الشمس توجد نظرية حول غروب الشمس، وهناك بين هذا وذاك نظريات عن الحب والرغبة والجسور وغير ذلك مما نجده في الحياة".
وفي مقدّمته، يشير إلى أنه وعلى عكس ما يمكن توقّعه من عنوان كتابه، فهذا العمل هو أكثر أعماله حميمية.
من مؤلفات شارل دانزيغ الأخرى: "القاموس الأناني للأدب"، و"تاريخ الحب والكراهية"، و"لماذا نقرأ؟".