سيّد درويش.. قام إليه الشعب ونسيته الحكومة

10 سبتمبر 2023
سيد درويش (1892 - 1923)
+ الخط -

تمرّ، اليوم الأحد، الذكرى المئوية الأُولى لرحيل فنّان الشعب وخادم الموسيقى سيّد درويش (1892 - 1923). عمرٌ قصير ذلك الذي عاشه صاحب "قوم يا مصري، مصر دايماً بتناديك"، لكن ما أضافه إلى الموسيقى المصرية والعربية جعل المختصين يقسّمون عالمَيْ الغناء والتلحين إلى ما قبل سيّد درويش وما بعده.

وفي ذكرى رحيله، تتعدّد الفعاليات ما بين الرسمي والأهلي، غير أنّ الحصّة الرسمية هي الأقلّ، كما لو أنّها على سبيل "إبراء الذمّة"، حيث يعقد "المجلس الأعلى للثقافة" أمسية مساء الخميس المقبل، يديرها المؤلّف الموسيقي راجح داود، ويشارك فيها عدد من أساتذة الموسيقى والآداب، وفي بهو المجلس نفسه تقيم "دار الكتب والوثائق القومية" معرضاً لأهمّ ما كُتب عن سيّد درويش في الصحف والمجلّات، في حياته وبعد رحيله، كما يستمر تقديم مسرحية عن حياته على مسرح "أكاديمية الفنون".

أمّا نصيب الأسد من الفعاليات، فيقيمه "مركز الجزويت الثقافي" في الإسكندرية، حيث ينظّم احتفالية فنّية ونقاشية حول أعمال درويش وعصره، تستمر لعشرة أيام، بدءاً من غدٍ الإثنين وحتى العشرين من الشهر الجاري.

تُفتتح الاحتفالية بمعرض "زمن سيّد درويش" للفنانة ياسمين حسين، والذي يمثّل بحثاً بصرياً في أرشيف مدن الإسكندرية والقاهرة وحلب، في الفترة ما بين نهاية القرن التاسع عشر والعقد الثالث من القرن العشرين، ويستمر حتى ختام الاحتفالية، يعقبه عرض حيّ بعنوان "أنا عشقت" للفنان أسامة حلمي "ؤزؤز"، حيث يمزج فيه بين الحكي والاستماع الموسيقي وقراءات بحثية في مسارات من حياة سيّد درويش، ويستعين فنّان الأوريغامي (فن طيّ الورق الياباني) بصور نادرة من أرشيفه الشخصي لجنازة "فنّان الشعب".

كما تُقدّم مدرسة "برفورم" لفنون الأداء عرضاً مسرحياً بعنوان "خفيف الروح" من إخراج أحمد أبو النصر الديب، وتدريب موسيقي لمريم الطباخ.

تضمّ الاحتفالية كذلك مجموعة من العروض الموسيقية التي تتنوع تجارب أصحابها، ويقدّم فيها كلّ منهم رؤيته الخاصّة لعدد من أعمال سيّد درويش، تشمل قائمة الموسيقيين والفنانين المشاركين: حازم شاهين، وأيمن عصفور، وياسين محجوب، وأحمد صالح، وإسلام شبانة. كما يقدّم أهالي حي "كوم الدِّكّة"، مسقط رأس سيّد درويش، ليلة للأغاني الشعبية بالتعاون مع "جمعية أهالي كوم الدكة".

كما يعرض "نادي سينما الجزويت" فيلم "سيّد درويش" للمخرج أحمد بدرخان (إنتاج عام 1966)، ويعقب العرض نقاشٌ حول الفيلم وما ثار حوله من جدل وقت عرضه وبعده، كما يقدّم الباحث السينمائي محمد أمين عرضاً لثلاثة أفلام قصيرة: "ترحيب الأمّة المصرية بعودة سعد باشا زغلول" لمحمد بيومي، و"فنّ مقاومة الاحتلال" لنور بسطاويسي، و"أصوات مريعة" لفيليب رزق؛ يعقبها نقاش حول سيّد درويش وعلاقته بثورة 1919 ومآلاتها.

إلى جانب ذلك تُعقد محاضرتان تفاعليتان، الأُولى يقدّمها الفنّان أحمد حافظ ويستعرض فيها تجارب موسيقية سكندريّة استلهمت فكر سيّد درويش المجدّد خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين والعقد الأول من الألفية الجديدة، والثانية يقدّمها الفنان محمد حسني حول تجربة سيّد درويش المهمة في المسرح الغنائي، وسياق تطوّر هذا النوع المسرحي في مصر قبل سيّد درويش.

وضمن اللقاءات النقاشية، تقام ندوة حوارية بعنوان "عصر سيّد درويش" تتحدّث فيها المترجمة والباحثة نرمين نزار، والكاتب والباحث كريم جمال، مع الشاعر والمترجم عبد الرحيم يوسف، حول ملامح من عصر سيّد درويش الموسيقي والاجتماعي وشخصيات ساهمت في تكوينه ومسيرته الشخصية والموسيقية.

وفي بيان صحافي، أشار "الجزويت" إلى أن الفكرة الأساسية من التظاهرة هي "محاولة تقديم احتفالية متعدّدة الجوانب تليق بمئوية الفنّان الخالد، وتحاول إلقاء الضوء على منجزه الفنّي وسياق عصره الاجتماعي والموسيقي والتاريخي، في محاولة لفهم ظاهرة سيّد درويش في سياقها التاريخي والفنّي".

المساهمون