احتفلت السينما التونسية العام الماضي بمرور مئة عام على انطلاقتها. وفي مرحلة من مراحلها، برز اسم المخرج التونسي الناصر خمير (1948)، الذي اعتمد على المرويّات الموروثة من تاريخ البلاد الشفوي.
خلال عقديْ السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، بدأ خمير بنقل الأفلام التونسية صوب فهمٍ جديد تتداخل فيه العناصر الفرجوية المسرحية، بأخرى مُستلهمة من عالم السرد الذي قدّم فيه، أيضاً، أكثر من عشر روايات.
وفي هذا الأجواء وقّع صاحب "طوق الحمامة المفقود" (1987)، أبرز أعماله السينمائية التي ظلّت حافلة بالاستعارات المكانية مثل حضور الصحراء، والحضارية كالإشارة إلى قضايا من التراث العربي - الإسلامي بعيدة عن المركز الغربي.
"سينما الهوامش" عنوان التظاهرة التي تنطلق مساء غدٍ الثلاثاء، في "المكتبة السينمائية التونسية - مدينة الشاذلي القليبي" بتونس العاصمة؛ احتفاء بأعمال الناصر خمير، وتتواصل حتى الخميس المُقبل.
يُعرض في اليوم الأول فيلمَا "حكاية بلاد ملك ربي (1976) عند الرابعة والنصف، و"من أين نبدأ" (2015) عند السادسة والنصف. ورغم أنّ الفارق الزمني بينهما يقارب الأربعين عاماً، إلّا أنه تُمكن من خلالهما ملاحظة المسار البصري للمخرج، وعلى أيّ الأساليب اعتمد منذ أعماله الأولى.
وعند العاشرة والنصف من صباح بعد غدٍ الأربعاء، تُعقد ندوة حوارية لمناقشة أحد مؤلّفات خمير، والذي يحمل عنوان "كتاب الهوامش"، ويُديرها الباحث كمال بن وناس. في حين تُختتم التظاهرة عند السادسة والنصف من مساء الخميس بعرض لفيلم "الهائمون" (1984)، الذي ما زال يحظى بِرَاهنية على مستوى الموضوع.