سيمين دانشوار.. سردٌ نسوي من إيران وعنها

21 يوليو 2023
سيمين دانشوار في منزلها بطهران عام 1990 (Getty)
+ الخط -

ارتبط اسم الروائية الإيرانيّة سيمين دانشوار (1921 - 2012)، بأنّها أول امرأة في البلاد تُنشَر لها مجموعةٌ قصصية ومن ثم رواية، وذلك في ظرف سياسي واجتماعي بدأ فيه الأدب الإيراني، يخطو خطوة تحرُّرية صوب مفاهيم جديدة، ويقارب موضوعات كـ النسوية والعدالة الاجتماعية، كما راح كُتّابُه يُحدّدون الأُطر والأفكار التي ينبغي الخوض فيها، تأثُّراً بالتيارات السائدة حينها حول العالم، وعلى رأسها الواقعية الجديدة.

ومن بين أسماء هذا الجيل الأدبي المؤسِّس، والذي لمع نجمُه منذ النصف الأوّل في القرن العشرين، يبرز اسمُ صاحبة رواية "سووشون: مأتم سياوش"، التي أنجزتها دانشوار عام 1969، وصدرت ترجمتُها العربية حديثاً، عن "دار الرافدين"، بتوقيع المترجمة إيناس شديفات.

تعود الروائية إلى عمل فريد من تراث الأدب الفارسي، "شاهنامه" للشاعر أبي القاسم الفردوسي (935 - 1020م)، لتستقي منه عنوان روايتها. فسياوش الذي وردَ ذكرُه في تلك الملحمة الشعرية، عندما قُتل ظُلماً وجرى دمُه على الأرض نبتَت وردة حمراء من دمه، فأصبح بعدها رمزاً لكلّ مظلوم في الكتابات الإيرانية، والتي أخذت تبني رمزيّتها الجديدة بناء على ذلك التراث، كشكل من أشكال الإحياء والنهضة. 

توصّف الرواية حال إيران إبان الحرب العالمية الثانية، وتدور أحداثها في مدينة شيراز التي تحتلها القوات الإنكليزية. وبهذا يُمكنُ أن نلاحظ المدار الذي تتحرّك فيه الخطوط العامّة للعمل، والتي يُمكن أن نجد مُعادلاً لها في أدب ما بعد الاستعمار. كما تطرح الكاتبة مفهوم المواجهة مع المستعمِر، من خلال قصة يوسف، الشاب الذي يرفض بيع المؤن لقوات الاحتلال، وزوجته زري التي حصّلت تعليماً جيداً، طوّرت من خلاله وعيها السياسي.

مأتم سياوش - القسم الثقافي

إلّا أنّ المُواجهة بين الطرفين، سرعان ما تنتهي بمقتل يوسف، وهنا يَتشعّب السرد على عدّة قضايا/ مواجهات، بين الوطني والاستعماري، والأبوية والنسوية، والحرية والعبودية. وتدفع الأحداث بزري أكثر صوب الواجهة، لتكون بذلك في مركز اتخاذ القرار، إذ لم يعُد عندها ما تخسره، بعد مقتل زوجها. ومن خلال هاتين الشخصيتين تُرسّم دانشوار الهيكل الرمزي الجديد في الأدب الفارسي، حيث النساء جزءٌ حيوي وفاعل في السرد.

إلى جانب عملها في الصحافة بين عامَي 1941 و1945، نشرت دانشوار أعمالاً أدبية عديدة منها: "النار المُطفأة" (1948)، و"مدينة كالجنة" (1961)، "ولمن أقول مرحبا" (1980)، كما ترجمت عن الإنكليزية نصوصاً لتشيخوف وبرنارد شو وآرثر شنيتسلر.

أصدقاء لغتنا
التحديثات الحية
المساهمون