استمع إلى الملخص
- **قسطنطين كفافيس**: شاعر يوناني عاش في مدينة بليدة، عانى من المرارة والعذاب، ورغب في الرحيل لكنه لم يجد قاربًا.
- **صندوق باندورا**: التاريخ مليء بالأكاذيب والخدع، حيث لم يكن هناك صندوق حقيقي لباندورا، وكل ما نُقل عنه مجرد شائعات وأكاذيب.
الراية
"أُريدها أن تلوح في الهواء مثل منديل"
بودلير
لا تتجاهل الحبّ:
فليست العيون الباكية جميلة.
لكن لا تتأخّر:
ستعود إلينا سريعاً، ثانية، أليس كذلك؟
وأنا، كلّما رحت لأُقدِم على شيء
تجيئني غيمة الآمال هذه
مليئة بالدانتيلات المخادعة البيضاء والخفيفة الزُّهرة.
تعقّلوا:
ليس ممكناً تعليق المقصلة كلّ يوم.
رويداً رويداً سيبيضّ شعركم:
راية بيضاء.
الراية البيضاء هي العلامة
أنّكم تستسلمون وأنّ القلاع باتت تنهار إلى الأبد
■ ■ ■
سيرة مقتضبة للشاعر قسطنطين كفافيس (وكلّ منّا ـ بأيّ حال)
"... لا قارب لك، لا درب".
كفافيس
ولْهان متجهّماً
يدور في الأزقّة الضيّقة
في هذه المدينة البليدة
التي تأكل أحشاءه
فيها ها هنا قد وُلد
فيها سوف يموت
هنا أَرْوَتْهُ المراراتُ دفقاً
هنا قد عذّبَتْه
وحده
ظنَّ - أحياناً -
أنّه قد لقي الفرح نادراً
يوماً أراد هو أيضاً
أن يرحل إلى مكان بعيد
لكنّه نزل إلى البحر
ولم يكن هناك قارب.
■ ■ ■
صندوق باندورا
Cogito, ergo sum
ديكارت
التاريخ!
بأيّ معلومات مشوَّشة احتفظ
أيَّ شائعات مغلوطة نقل لنا!
كم خدعة وكم مكيدة!
آه! كليو*! من المؤكَّد
أنّها دَوّنت كلّ ما سمعتْ:
قد هَمَّها قليلاً جدّاً على ما يبدو
أن تدرك
ما كان حقيقة
وما لم يكن!
إنّ حياة كاملة من الدراسة والتمعُّن والبحث
تتيح لنا اليوم
أن نفضح - أن نقول -
إنّ كلّ ما يتعلّق بباندورا
وبصندوقها
هو حكايات لا تستحقّ الذكر...
لا بباندورا ولا الآلهة
وضعت شيئاً داخل الصندوق
ولا بفتحه
هربت الهدايا
(التي لم تكن موجودة).
ادّعاءاتٌ أكاذيب (أكاذيب رخيصة)
وُعود ذليلة وخيانات
جعلتنا
نصدّق أنّ هناك ما قد أُغلِق عليه
في الصندوق
الذي كانت تملكه باندورا.
وإذا كنّا ناساً
ساذجين ومغفّلين
(وأنا أوّلاً)
فإنّني اليوم أقدر
أن أؤكّد
أنّ حتّى صندوقاً
(يعود لِباندورا)
لم يكن قد وجد بعد.
* كليو هي ربّة التاريخ في الميثولوجيا اليونانيّة.
* ترجمة عن اليونانية: روني بوسابا
بطاقة
شاعر ورسّام وأستاذ جامعي يوناني وُلد في أثينا عام 1907 ورحل عام 1985. درس في كلّية الفنون الجميلة. يُعدّ من أبرز الشعراء السرياليّين في اليونان. حصل على الجائزة الوطنيّة للشعر مرّتين عامي 1958 و1979، إضافة إلى جوائز أُخرى على عمله في مجال الرسم.