سيباستياو سالغادو.. فوتوغرافيا الحروب والكوارث الطبيعية

12 مارس 2023
(احتراق حقل برقان النفطي في الكويت عام 1991، من المعرض)
+ الخط -

في عام 1973، قرّر سيباستياو سالغادو التخلّي عن مهنته خبيراً اقتصادياً في "البنك الدولي" لسنوات جال خلالها في العديد من البلدان الأفريقية، حيث بدأ عمله مصوراً فوتوغرافياً لوكالات صحافية، قبل أن يؤسّس وكالته الخاصة، مهتماً بالوثائقيات التي تصوّر حياة الناس في العالم الثالث.

منذ ذلك الوقت، وثّق المصوّر البرازيلي (1944) المآسي والكوارث والحروب والمجازر التي لاحقها من الكويت إلى إثيوبيا والكونغو ورواندا وغيرها، وصور الحياة اليومية لشعوب هامشية تعيش حياة بدائية تقطن غابات أميركا الجنوبية، بالإضافة إلى مناطق القطب الشمالي.

يُفتتَح مساء الخميس المقبل في "غاليري فلورز" بلندن معرض جديد لسالغادو، يتواصل حتى الخامس عشر من إبريل/ نيسان 2023، ويضمّ مختارات من أرشيفه الذي راكمه خلال خمسين عاماً في رحلاته إلى أكثر من مئة وعشرين بلداً حول العالم.

الصورة
في إفليم يانومامي بغابات الأمازون، من المعرض
في إفليم يانومامي بغابات الأمازون، من المعرض

تُعرض صور من مشروعه الأحدث "أمازونيا" الذي استمرّ نحو سبعة أعوام، ويضيء حياة السكان الأصليين والمناظر الطبيعية المتنوعة للغابات المطرية في البرازيل، حيث التقطت صور ضمن رحلات متعدّدة قام بها سالغادو مشياً على الأقدام أو مستقلّاً القوارب النهرية، إلى جانب اللقطات الجوية الشاملة لشلالات غابات الأمازون والسماء العاصفة بالرياح.

يركّز سالغادو على المشكلة الأساسية التي يعاني منها سكّان الأمازون، وهي حرائق الغابات ومحاولات إزالتها عبر بناء الطرق وتحويلها إلى أراض زراعية لأصناف أخرى من النباتات، ما يعني التضييق على الملايين من السكّان الأصليين والقضاء على نمط إنتاجهم القائم على الصيد وجمع الثمار، تماماً كما أسلافهم الذين عاشوا في المكان منذ آلاف السنين.

ذهب المصور البرازيلي في رحلاته مع فريق مكوّن من اثني عشر عضواً من أجل المساعدة في أعمال التصوير، وكذلك في الترجمة بينه وبين أفراد قبائل يانومامي، وضمّ الفريق عالماً في الأنثروبولوجيا، في محاولة لإبراز الخطر الذي يمثّله المشروع الاقتصادي الرأسمالي في الأمازون، حيث ستتحوّل هذه الغابات إلى حقول تعتمد الزراعة بالآلات، ويُترَك أصحابها للموت في العراء بعد أن يفقدوها.

كذلك تُعرض صور تعود إلى منتصف الثمانينيات حين وثّق على مدار ستّ سنوات حياة العمال في منجم الذهب في منطقة سيرا بيلادا البرازيلية، موثقاً حرمانهم حقوقهم الأساسية واستغلالهم في عمل لساعات إضافية، بالإضافة إلى صور للمجاعات والكوارث الطبيعية في القارة السمراء، وصوره الشهيرة لآبار النفط وهي تحترق في الكويت عام 1991.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون