سوسن العويتي: العلاقة بالعالم من خلال الورق

19 نوفمبر 2020
سوسن العويتي في معرضها
+ الخط -

في ما عدا استعمالاته ضمن الكتابة الحروفية أو كمادة في فن الكولاج، وبدرجة أقل كمحمل للوحات الألوان المائية والزيتية، قلما يحضر الورق في مشهد الفنون التشكيلية العربية، لذا فإن وجود معارض تعتمد بشكل كلّي على هذه المادة يمثّل نوعاً من الاستثناء، وهو ما نجده في معرض الفنانة التشكيلية التونسية سوسن العويتي، "الوعي التّام"، الذي يُقام هذه الأيام في "غاليري صلاح الدين" بضاحية سيدي بوسعيد بالقرب من تونس العاصمة، ويتواصل حتى 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

بشكل عام، تبدو العويتي وكأنها جعلت من الورق خياراً أساسياً في مشوارها الإبداعي. تقول في حديث إلى "العربي الجديد": "يمثّل الفن الورقي في نظري طريقة مرنة للتعبير، وهو لا يقلّ في ذلك عن باقي الفنون البصرية، فهو مادّة فريدة من نوعها في تركيبتها وفي إمكانياتها اللا متناهية، بالإضافة إلى جمالية الصوت الذي يأتي منه مع كلّ طيّة، وإلى الألوان والأشكال التي يمكن استخراجها منه. كل ذلك يجعل منه مادّتي المفضّلة".

تضيف: "أعتقد أنّ للفنون الورقية الكثير من الإمكانيات، ويمكنها أن تثير اهتمام المشهد الثقافي العربي، وهو ما لامسته لدى زوّار الأيام الأولى من المعرض. لقد لمست مزيجاً من الدهشة والإعجاب أمام هذا النمط من التعبير".

اعتمدت على تقنيات فن الأوريغامي الذي تعرّفت عليه في طفولتها

وحول المعرض وفكرته، تقول العويتي: "يروي هذا المعرض رحلة داخلية مفرداتها القبول والامتنان والحب والعاطفة، وكذلك الشكوك والمخاوف. هو محاولة للتعبير عن تقاطعات مشاعر للفرد باللحظة الراهنة التي يعيشها، ومحاولته التناسق مع ما هو موجود". تضيف: "في هذا المعرض يتمّ التّعامل مع العمل الفنّي باعتباره تجربة حسّية وعودة إلى الذات لاكتشافها، ومن ثمّ يكون ذلك منطلق حكاية يمكن تقاسمها. "الوعي التام" هي العبارة التي تلخّص كل هذه المعاني".

توضّح التشكيلية التونسية فكرة العنوان أكثر، قائلةً: "لاختيار هذا العنوان اعتمدت على تجربتي الحياتية حيث أحبّ عالم تطوير الذات، ولديّ تجارب تدريب ضمنه، وكان سبباً في تغيير تصوّراتي عن الحياة، ووجدتُ أنه من المناسب أن أدخل بعض مفرداته إلى أعمالي الفنية".

اعتمدت العويتي في هذا المعرض على فن الأوريغامي (فن طيّ الورق)، في استعارة تقنية من الثقافة اليابانية. عن هذا الخيار، تقول: "بدأت في طي الورق بمنهجيات فن الأوريغامي في سن مبكرة مع أصدقائي في المدرسة، وقد كانت نقطة انطلاقي في هذا الفن هدية تلقّيتها، هو كتاب تضمّن رسوماً تخطيطية يمكن أن ننشئ منها الكثير من الأشكال؛ قوارب، طيور وغيرها، وكان هذا محفّزاً لاكتشاف أشكال جديدة. ثمّ تحوّل ما كان في البداية لعبة بسيطة إلى مركز اهتمام حقيقي يستحوذ على توجّهاتي الفنية، وقد أتاحت الإنترنت تعميم هذا الفن والوصول بيسر إلى آلاف الرسوم البيانية والبرامج التدريبية".

المساهمون