منذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، انحازت مواقف مثقفين وكتّاب عراقيين إلى عمليات التحرير التي انطلقت من غزة صوب الأراضي المحتلّة، وقدّموا دعمهم عبر البيانات التي صدرت من المؤسسات الثقافية المتعدّدة في عموم البلاد، إلى جانب حملات التضامن التي شهدتها أغلب الأنشطة الثقافيّة التي أُقيمت خلال تلك الأيام.
وانطلق عدد من الوقفات التي دعت إليها جهات ثقافية تضاماً مع الشعب الفلسطيني، قبل أن يعلَن عن فعاليات خاصّة؛ حيث نظّمت وزارة الثقافة في الثاني والعشرين من الشهر الجاري قراءات تحت عنوان "فلسطين حرّة عربية"، شارك فيها العديد من الشعراء العراقيين.
استمرارًا لهذا النشاط الذي تحوَّل إلى واجهة تضامن مستمرَّة مع فلسطين، افتتحت أوّل أمس الثلاثاء فعاليات "سمبوزيوم الرسم الحر"، على ضفاف دجلة، في مقرّ "نقابة الفنانين" وسط بغداد، بمشاركة أكثر من ثلاثين فنانًا من مختلف محافظات العراق، وكان محوره هو فلسطين.
ونفّذ المشاركون في السمبوزيوم التي انطلق في الصباح واستمرّ حتى ساعات الليل الأخيرة، لوحاتهم بأفكارٍ ورؤىً شتّى، منها ما وثَّقت جرائم الكيان الصهيوني، ومنها ما ركَّزت على انتهاكات الطفولة، أو استشرفت المستقبل القريب بتحرير كامل الأراضي المحتلّة.
تأتي الفعالية كمرحلةٍ أولى من نشاطاتٍ ثقافيّةٍ تنطلق لاحقًا، موجَّهةٍ إلى فلسطين، حيث ستعقبها نشاطات مسرحية وموسيقية وفنّية؛ في محاولة لإدامة الزخم الثقافي الذي يمثل جبهةً أخرى لتثبيت الحقائق وللفت الأنظار لما يرتكبه الاحتلال من جرائم في غزة ومخاطبة العالم بلغة الفن، كما يعبّر عنه المشاركون.
واستكمالًا لأعمال الرسم الحر في مرحلتها الأولى، يُنتظَر أن يحتضن غاليري النقابة يوم السبت المقبل معرضًا موسّعًا لكل الأعمال التي أنتجها الفنانون، وهي المرحلة الثانية التي ستستمر لعدّة أيام.
من جهة ثانية، وجّهت "دائرة الفنون العامّة" في وزارة الثقافة دعوة للفنانين للمشاركة في سمبوزيوم "جدار التضامن مع الشعب الفلسطيني" الذي ينطلق الثلاثاء المقبل ويتواصل لعشرة أيام، حيث حدّدت طبيعة المشاركات بـ"القضايا التي تخص الشعب الفلسطيني الجريح وما يتعرّض له الأهالي من عدوان في قطاع غزة".