سلوى روضة شقير.. متحفٌ باسمها بين جبال لبنان

27 يونيو 2024
تتوزّع المنحوتات داخل المبنى وفي حديقته حتّى لتكاد تندمج بمُحيطها الطبيعي
+ الخط -
اظهر الملخص
- افتتح متحف سلوى روضة شقير في رأس المتن اللبنانية، محتفيًا بأعمال النحّاتة والتشكيلية اللبنانية الراحلة في ذكرى ميلادها الـ108، حيث يضم المتحف 600 قطعة فنية تعكس تنوع استخدامها للخامات.
- صمم المعماري اللبناني كريم بكداش المبنى مستلهمًا روح أعمال شقير، مع توزيع المنحوتات بطريقة تتداخل مع الطبيعة المحيطة، مما يبرز التجزئة كسمة مميزة لأسلوبها الفني.
- يُعد المتحف شهادة على حقبة فنية غنية وإرثًا لجيل الرواد، مؤكدًا على قدرة الفن على الصمود والتأثير وسط الأزمات التي تواجه لبنان، موفرًا فرصة للأجيال القادمة لتقدير والاستمتاع بفن سلوى روضة شقير.

بستّمئة عملٍ فنّي جُمعت في مكان واحد، افتُتح، الإثنين الماضي، في بلدة رأس المتن اللبنانية متحفٌ يحمل اسم النحّاتة والتشكيلية اللبنانية الراحلة سلوى روضة شقير (1916 - 2017)، بالتزامن مع ذكرى ميلادها الثامنة بعد المئة.

يستلهم تصميم المبنى، الذي وقّعه المعماري اللبناني كريم بكداش، روح أعمال شقير، حيث تتداخل فيه الأبعاد التجريدية بشكل واضح. وتتوزّع المنحوتات في الحديقة وداخله، حتّى لتكاد تتفكّك وتندمج بمُحيطها الطبيعي.

وتُمثّل الأجزاء التي تتألّف منها المنحوتات، أكثر ما يُميّز اشتغالات النحّاتة الراحلة، فالتجزيء هو توقيعها الأثير، بل إنّ بعض المهتمّين بأسلوبها سبق أن ذهبوا إلى القول: "لو تفكّكت أعمال شقير لصارت كلُّ قطعة منها عمَلاً فنّياً مُستقلّاً، لا يُضيره ولا يبدو عليه أنّه جزءٌ مأخوذ من كُلّ".

600 قطعة تتنوّع بين المنحوتات والأعمال المشغولة بخامات مختلفة 

وتتنوّع خامات الأعمال المعروضة في المتحف؛ كالطين والخشب والحجر والألياف الزجاجية والنحاس والبرونز والألمنيوم والزجاج المُشبّك والفولاذ المقاوم للصدأ، كما تتضمّن المجموعة تصاميم روضة شقير المُبتكرة من الأثاث والسجّاد والأطباق والمجوهرات، ضمن تأكيدها على ضرورة مزْج الفنّ بالحياة اليومية.

وخلال افتتاح المتحف، قالت الفنّانة هلا شقير، ابنة الفنّانة الراحلة ورئيسةُ "مؤسّسة سلوى روضة شقير"، إنّه "على الرغم من أنّها وُلدت ونشأت في بيروت، لطالما كانت والدتي مسحورة بشفافية غابة الصنوبر. وعندما زارت هذا الموقع، حيث نقف اليوم، كانت الأشجار والنباتات والصخور مصدر إلهام دفعَها مباشرة إلى التخطيط لمشروع يُقام في هذا المكان. وها نحن اليوم، بعد سنوات عديدة، نفتتح متحفاً على هذه الأرض نفسها، ما سيسمح للأجيال القادمة بتقدير فنّ والدتي والاستمتاع به".

الصورة
الفنانة اللبنانية (1916 - 2017)
الفنانة اللبنانية (1916 - 2017)

إضافةً إلى كونه يحفظ إرث فنّانة تنتمي إلى جيل الروّاد، فإنّ "متحف سلوى روضة شقير"، بما فيه من أعمال، يُشكلّ شهادةً على حقبة فنّية، وهو بافتتاحه في هذا الوقت، يُطلّ على أحوال بلد تُطوّقه الحروب والانهيارات، لكنّه لا يزال يحتفظ بموطئ قدم للفنون، ولو بين تلك الجبال المُشرفة على بيروت.

وُلدت سلوى روضة شقير في بيروت عام 1916، وانتقلت في عام 1948 إلى باريس؛ حيث التحقت بـ"المدرسة الوطنية للفنون الجميلة"، قبل أن تُتابع دراستها في أكاديمية "دو لاغراند شومير". شكّلت مشاركتها في معرض "الحقائق الجديدة"، الذي أقامته "جماعة التجريديّين" في العاصمة الفرنسية سنة 1951، علامة فارقة في مسيرتها، حيث انتظمت مشاركاتها منذ ذلك التاريخ - باستثناء فترة طارئة تزامنت مع الحرب الأهلية اللبنانية - في العديد من المعارض بفرنسا وخارجها، حتى رحيلها عام 2017.

ويأتي افتتاح المتحف بعد قرابة شهر على آخر معرض تضمّن مجموعة من أعمال روضة شقير، وقد أقامته "الجامعة الأميركية اللبنانية" في بيروت، والتي تخرّجت منها الفنّانة عام 1938.

المساهمون