سعاد درويش.. خارجة عن الأدب القومي

07 مايو 2021
(سعاد درويش وزوجها الكاتب رشاد فؤاد برانير)
+ الخط -

من أجل فهم الدور الذي لعبته مبكراً الكاتبة التركية سعاد درويش (1903 - 1972) في الأدب والصحافة، يجب النظر إليها كامرأة عثمانية شهدت مرحلة التغيّرات الجذرية التي طرأت على جميع النواحي، منذ انهيار الدولة العثمانية حتى قيام الجمهورية التركية. وقد نشرت درويش العديد من التحقيقات الصحافية خلال حرب الاستقلال التركية، كما شاركت في اجتماعات معاهدة لوزان الثانية عام 1923.

ورغم كونها واحدة من رائدات أدب الجمهورية التركية الجديدة، إلا أنها لم تكن ضمن أدواته، ولم تشارك في تأسيس ما عُرف بتيار "الأدب القومي" بعد قيام الجمهورية التركية؛ فقد انعكست فكرة "القومية التركية" على أدب تلك المرحلة، وكرّس أغلب الكُتّاب الأتراك أعمالهم لخدمة فكرة القومية، مثل الشاعر فاروق نافذ تشاملي بال، والروائي يعقوب قدري، اللذين امتلأت أعمالهما بمشاعر القومية الجديدة.

وفي مثل هذه الأجواء تحديداً، كانت أعمال درويش تركّز على تناقضات المجتمع التركي الجديد ومشكلاته، وحجم دور المرأة فيه، والمشاكل التي تواجهها، والعنف الذي يُمارس عليها. وقد عبّرت عن رأيها بوضوح في قضية "الأدب القومي"، في استطلاع رأي أجراه الصحافي التركي نُصرت صفا عام 1938، حول إمكانية إنشاء أدب قومي، فأجابت بشجاعة: "لا أعرف ما يسمّونه الأدب القومي، ولا أؤمن بهذه الفكرة". وقد أثار جوابها غير السائد آنذاك نقاشات عديدة، وتم اعتبارها خارجة عن الأيديولوجية الأتاتوركيّة/ القومية.

وإلى جانب دورها ككاتبة، لعبت درويش دوراً مهماً في تسليط الضوء على قضايا المرأة التركية، بمشاركتها في تأسيس رابطة "الكيان النسائي" في الثلاثينيات، كما لعبت دوراً مهماً في التنظير لأدب الواقعية الاجتماعية من خلال مشاركتها في إصدار مجلة "الأدب الجديد"، التي عرّضتها للسجن عام 1941 بعد عام واحد من إصدارها، وأُغلقت بسبب ميولها اليسارية.  


* كاتبة ومترجمة تركية

المساهمون