"سرحة": أُحجية فنّية عن الحرب والحصار والمخيم

01 ابريل 2024
من المعرض
+ الخط -
اظهر الملخص
- مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي أطلقت مشروع "امتلاك المكان" في القدس المحتلة، مستهدفة تحسين ظروف الحياة في المخيم السويدي بقطاع غزة، الذي يعاني من نقص شديد في البنية التحتية والخدمات الأساسية.
- المعرض الافتراضي "سرحة" يسلط الضوء على التحديات التي تواجه المجتمعات المهمشة في فلسطين، محاولاً خلق وعي وضغط مجتمعي لتحسين الأوضاع، مع تقديم أعمال فنية تعكس هذه التحديات بطريقة إبداعية.
- الفنان ستيف سابيلا يكتب عن الصمود في مخيمات اللجوء الفلسطينية، مشيراً إلى "فلسفة السمك الطائر" التي تجسدت في أعمال الفنانين المشاركين، معبرة عن الواقع غير المكتمل لحياة المخيم السويدي وتحدياته.

في مشروع "امتلاك المكان" الذي أعلنت عنه "مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي" في القدس المحتلة عام 2022، تمّ تشكيل مجموعة في المخيّم السويدي في مدينة رفح بقطاع غزّة الذي يضمّ حوالي ثلاثة آلاف لاجئ، ولا يوجد فيه ماء عذب ولا كهرباء أو عيادات ومدارس وصرف صحيّ وشبكة طُرق، وتكاد تكون البُنية التحتية فيه منعدمة.

ضمن هذا المشروع، أطلقت المؤسسة على موقعها الإلكتروني، أوّل من أمس السبت، معرضاً افتراضياً بعنوان "سرحة" يُركّز على نقل القضايا والتحدّيات التي تُواجهها الأماكن الأكثر تهميشاً من أجل العمل على خلق وعي لدى المجتمع الفلسطيني ككلّ، وضغط مجتمعي لتطوير ظروف المكان ولو جزئيّاً بشكل مباشر أو من خلال التشبيك مع الجهات الداعمة والقادرة على توفير مصادر يتفاعل مع أولويات واحتياجات هذه المجتمعات المنسيّة.

يكتب الفنّان الفلسطيني ستيف سابيلا تحت عنوان "همسات البحر من القرية المنسيّة.. أصداء الصمود في مخيّمات اللجوء الفلسطينية" عن المشروع الذي يُقام في اللحظة التي تدور فيها حرب شرسة ضدّ غزّة ارتكب خلالها العدوّ جرائم سببها فقط أنّ أهلها فلسطينيون، موضّحاً أن اسم المخيّم السويدي "يُشير إلى الكارثة التي حدثت في الستينيات عندما انهارت المنازل المبنيّة من الطين على السكّان، وتطلّبت إعادة بناء هذه المنازل مساعدة خيرية من جنرال سويدي زائر، واليوم يعيش سكّان المُخيّم في ظلّ العاصفة الوشيكة، بالمعنى الحرفي والمجازي، ويُواجهون حالة من عدم اليقين المستمرّ في الحياة وواقع أن لا يوجد مَخرج ولا هروب من وضع المخيم الحالي".

وبيّن أنّ فلسفة "السمك الطائر" التي قدّم من خلالها المشاركون أعمالهم تتجلّى في تشكيل أُحجية ضخمة باستخدام لوحات ملوّنة بالأكريليك، بهدف خلق صورة شاملة تعكس المطروحة خلال ورشات العمل التي رافقت المشروع، ومع ذلك يتّسم اللغز بالغياب المقصود في القطعة المركزية، حيث تترك مساحة فارغة متعمّدة، أو ما يمكن تسميته بـ"اللوحة المفقودة"، ممّا يدفع الجمهور إلى التفاعُل وتصوّر مضمون القطعة المحذوفة، لافتاً إلى أن هذا الغياب القوي يعكس واقع حياة المخيم السويدي غير المكتمل.

من بين الفنّانين المشاركين في معرض "سرحة": أحمد الخواجة، وتالا البنا، ومحمد رأفت حسونة، ومحمد ياسر أبو سليمة، ومنة الله رأفت حسونة، وتغريد يوسف مقداد، وأحمد منير أبو سليمة، وسماح خليل حسونة، ونيفين ياسر حسونة، وميسرة علاء الدين علي، وكامل علاء أبو عودة، وأسيل محمد القن، ومهند عادل صيام، و وآخرين.

يُذكر أنّ "مؤسسة تامر للتعليم الجامعي" أطلقت في الوقت نفسه معرضاً افتراضياً آخر ضمن المشروع ذاته بعنوان "ضجيج على هامش التلّ"، ويتناول واقعاً مهمّشاً ثانياً في قرية الكرمل جنوب شرقي مدينة الخليل.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون