قصيدة لغزّة
وضعوا الأقفال على فم غزّة
والفئران والنمل الأبيض
مضغ كلاهما مفتاح هذا الجانب
من العالَم.
هنا الجو باردٌ
هنا الجو مظلمٌ
هنا المدارس معطَّلة
دفترُ الواجبات بلا خطّ
الكتبُ قديمةٌ
أقلامُ الرصاص تنتظر
العالَمُ أعمى:
سرقوا الضوءَ منّا
سرقوا الطريقَ منّا
سرقوا الخريطةَ منّا
سأحرقُ خريطةَ الطريق
والبردُ قارسٌ
سأحرقُ دفترَ الرسم
والبردُ قارسٌ
سأحرقُ الكتبَ المدرسية
والواجباتِ
وأقلامَ الرصاص والموت
والبردُ قارسٌ
ليس هناك ما بقي
لتدفأ الليالي المحتلّة
سوى كتابٍ مُعطَّرٍ
أعتنقه بدفء
قد أحرق نفسي
ولن أحرق قصائدك
أيها الـ"عاشق من فلسطين".
■ ■ ■
باردٌ ومتعبٌ ورمادي
لا تلتفت خلفك
سوف تتحوّل إلى حجر
لديك طريقة واحدة
ألّا تُفكّر بالطريق
نهايةُ الطريق
هي بدايةُ طريقٍ آخر.
منتشياً، متقدّماً، حاملاً العَلَم
أمامنا واضحٌ
قُل لبعضهم
إن الأسمن منكم
لم يستطع
أن يسدّ طريق أغنية الحرية
إلى الحنجرة الذبيحة.
ألا
بعد كلِّ هذا الظلام المشبوه
لا يزال ألمعُ حلمٍ
أمامنا:
منتشياً، متقدّماً، حاملاً العَلَم.
■ ■ ■
المرأة والحرب
ليس جيّداً
أن يكون هناك طريقٌ
وأنا ضائعٌ بين الأردية.
الليل، طوال الليل
في مقبرةٍ مجهولةٍ بغزّة
صوتُ ضحكات أطفال.
كلُّ هذا الضجيج البشري
ظلمةٌ مشبوهةٌ لأيِّ فاقد ضوء:
قرينُ الذهولِ والخوفِ الموحش.
يا للأسف
لم يدعني العدو
أن أستمع متحمّساً
إلى السيتار الجريح.
عليك الاهتمام
بأمّهات البحر
هل ما زلن يستطعن البكاء؟
بطاقة
شاعرٌ وكاتب إيراني من مواليد عام 1956. من مؤسّسي "حركة الشعر النقيّ" و"شعر الخطاب" وأحد الأصوات الشعرية البارزة في الشعر الفارسي المعاصر. من أعماله الشعرية: "ريرا"، و"العرّاف وبيدق الشطرنج"، و"المثلّثاث والإضاءات"، و"الرسائل"، و"الحب في يناير، والموت في سبتمبر"، و"وداعاً أيها المُسافر الحزين".
* ترجمة عن الفارسية: حمزة كوتي