زيارة موقع: "مُقاطعة".. الفضاء الإلكتروني كميدان مواجهة

24 يناير 2024
احتجاجات أمام البرلمان البريطاني ضدَّ جلسات "قانون مكافحة مُقاطعة الاحتلال"، 2024 (Getty)
+ الخط -

بالاعتماد على أسلوب الإيجاز الصحافي، الذي نمّته وسائل التواصل الاجتماعي، والتصميم المتناسب مع تطوّر الأجهزة الذكيّة، هكذا تبدو منصّة "مُقاطعة" الإلكترونيّة (boycott4pal.net) لزوّارها، والتي يعتبر القائمون عليها "الإنترنت" ميداناً لدعم ميادين المُقاطعة، والتصدّي للتطبيع، ومحاربة بروباغندا الاحتلال. يُقارب عدد المتابعين للمنصة على "إكس" (تويتر سابقاً) قرابة 300 ألف، وهذه أرقام تقول الكثير في ظل المنع والتقييد والحظر الذي تفرضه مواقع التواصل الاجتماعي على المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية.

التصميم العصري والخطّ المُريح كلّها عناصر جذْبٍ التفت إليها بجدّية مصمّمو الموقع، ولا يُمكن إغفالها، لكنّ المضمون يبقى هو الأبرز بالطَّبع. تُطالعنا في الواجهة الأخبار العاجلة، والتي تتغيّر بتواتر، خاصة منذ بدء العدوان الإبادي الصهيوني على غزّة، حيث نشطت المنصّة بفعالية ملحوظة. وتحتوي الواجهة تبويبات عديدة، وهي: "احشد"؛ حيث ترصد فيها التحرّكات على أرض الواقع وتفاعُل الجمهور معها وتغطية لأخبار الفعاليات والأنشطة المُستقبلية. و"إنجاز"، قسمٌ مخصّص للمواقف العالمية والعربية الداعمة للقضية، وكيف تؤثّر على الداعمين، ومنها إلغاء مسرحيّات صهيونية من برامج مهرجانات عالمية، أو انسحاب أكاديميين من دعوات يحضر فيها صهاينة.

أما التبويب الثالث في المنصة فيحمل عنوان "تطبيع"، ويضمّ مسحاً لوقائع تطبيعية تجري على المستويات السياسية والفنية والثقافية والاجتماعية، وتسليط الضوء عليها وإخراجها للعلن، كي لا تبقى في الغرف المُغلقة. كما يحتوي هذا القسم على أخبار حول البيانات المندّدة بالمطبّعين وشركائهم، والشركات العالمية الكُبرى التي تدعم الاحتلال، بغضّ النظر عن نوعه. 

بدوره يشتغل تبويب "تحريض" على الممارسات القمعية المرتكبة بحقّ مناصري القضية، وكيف يتم التحريض عليهم أو إسكاتهم، أو فصلهم من وظائفهم في بعض البُلدان الغربية. وتتميّز "مقاطعة" في هذا السياق بسعة تغطيتها لهذا النوع من الأحداث، والتي تشمل بلداناً مختلفة من حول العالم.

إضاءة مواقف الداعمين للقضية وتنبيه من أُخرى ملتحقة بالاحتلال

"تضامن" عنوان القسم الذي يُضيء على المُناصرات والرسائل والبيانات التي تؤيّد الحق الفلسطيني، وتشمل النشاطات العُمّالية والأكاديمية والثقافية وغيرها، حيث تشيّد المنصّة بهذه المُبادرات وتشجّع الجهات القائمة عليها على الاستمرار والتشبيك فيما بينها.

من التبويبات التي يضمّها الموقع أيضاً "بيان"، و"النشرة"، و"التقارير"، و"الألبومات"، و"الشركات"، و"الحملات"، و"جهات صديقة"، و"جهات مُعادية"، ومساحة يُمكن القارئ من خلالها إضافة خبر، أو الاطلاع على أجندة الأحداث العالمية الخاصة بأنشطة المقاطعة. 

باختصار، تمثّل "مُقاطعة" منصّةً احترافيّة للمُواجهة الإلكترونية ضدَّ السرديّة الصهيونيّة، وهي تنضمّ إلى الوسائل المُجترَحة والجديدة، والتي لا يُمكن إغفال دورها، بل من الأجدر دعمها وتوفير بيئة إعلامية رافدة لتطويرها، أو حتى التعلّم من تجربتها.

المساهمون