"زيارة إلى سينما الطليعة".. أفلام سودانية في أُمسيات ثلاث

23 ديسمبر 2022
المخرج السوداني إبراهيم شدّاد، خلال مقابلة تلفزيونية، 2019 (Getty)
+ الخط -

شهدتِ السينما السودانية خلال عقدَي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، انتعاشاً في الإنتاج، الأمر الذي سمح للكثير من الأفكار أن تتطوّر، كما برزت أسماء تبنّت مواقف فكرية تقدّمية، تختلف عن السائد حينها.

عند السابعة من مساء أمس الخميس، انطلقت في مقرّ "سودان فيلم فاكتوري"، بالعاصمة السودانية الخرطوم، أولى أُمسيات "زيارة إلى سينما الطليعة"، والتي يخصّصها المنظّمون لعرض أفلام سينمائية من توقيع ثلاثة مخرجين سودانيين، هم: إبراهيم شدّاد (1945)، وسليمان محمد إبراهيم (1958)، والطيب مهدي (1951)، ويُدير الحوار بعد العروض راشد مصطفى بخيت.

أُفردت عروض الأمسية الأولى لاشتغالات الطيب مهدي، من خلال ثلاثة أفلام قصيرة. البداية كانت مع "الضريح" (17 دقيقة)، والذي أُنتج عام 1977؛ تدور أحداثُ الفيلم حول قبر لأحد الأولياء، يتوافد إليه الناس من كلّ مكان طلباً للشفاء، حيث يشتغل مهدي على قراءة أنثربولوجية للواقع السوداني، ويبيّن مقدار تداخل التقاليد والمعتقدات الشعبية فيه. 

أمّا في "أربع مرات للأطفال" (21 دقيقة)، فيتم الالتفات إلى قضية أكثر هامشية في المجتمع، إذ تلتقط الكاميرا، صوراً من الحياة اليومية في بعض مرافق ومدارس الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. كما يعرض لإنتاجات هؤلاء من فنون نحتية، أو كيف يقضون أيامهم مع جلسات العلاج الطبيعي، واستخدام أدوات المشي.

وجاء الفيلم الثالث "المحطة" (16 دقيقة)، ليصوّر طبيعة الحياة في شرق السودان، والمناطق التي اخترقها الطريق الواصل بين بورتسودان والخرطوم، وكيف انقلبت حياة الساكنين إلى حالة من الانتظار الدائم. 

كما أنّ العمل يكتسب رمزية إضافية، كونه أُنتِج في العام 1989، وهو عام يحمل دلالة قوية في تاريخ الحياة السياسية بالبلاد، فبعده تراجعت الإنتاجات السينمائية في السودان. 

يُشار إلى أنّ الأمسيات تُستكملُ اليوم وغداً، بنفس الزمان والمكان، عبر مجموعة أُخرى من الأفلام القصيرة.

المساهمون