ريم القاضي: أسئلة التحرّر في مائة عام

29 يونيو 2024
من المعرض (تصوير: روب هاريس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ريم القاضي تستلهم تاريخ المنطقة العربية في معرض "نماذج للتحرُّر" بـ"معهد الفنون المعاصرة" في لندن، مسلطة الضوء على آثار الحرب والاستعمار في العراق.
- المعرض يضم أعمالاً تركيبية من مواد متنوعة تعكس العنف الاجتماعي والسياسي، بالإضافة إلى وثائق أرشيفية تناولت حركات تمرد غير موثقة في العراق.
- تقدم القاضي من خلال أعمالها تأملات حول الحدود الاستعمارية للعراق، استغلال الموارد الطبيعية، وتأثيرات الصناعة البترولية، مقترحة رؤية لرفض العنف والقمع السائدين.

يُشكّل تاريخ المنطقة العربية المرجعيةَ الأُولى في مشاريع الفنانة العراقية ريم القاضي (1973)، وآخرها تلك التي يتضمّنها معرض "نماذج للتحرُّر"، الذي يتواصل في "معهد الفنون المعاصرة" (ICA) بلندن حتى الثامن من أيلول/ سبتمبر المقبل، وتُضيء فيه على الآثار المستمرّة للحرب والاستعمار في بلادها اليوم.

المعرض، الذي افتُتح في الحادي عشر من الشهر الجاري، يضمّ سلسلة من الأعمال التركيبية التي نفّذتها الفنّانة المُقيمة في برلين من مواد مختلفة؛ مثل القماش المشمّع الثقيل المستورد، في إشارة إلى العنف الاجتماعي والسياسي الذي يجتاح العراق وكان عابراً للحدود، بالإضافة إلى وثائق أرشيفية ومواد تاريخية.

صورٌ لحركات تمرّد لم تُوثَّق شهدها العراق على مدار قرن مضى

تدمج ريم القاضي الصور والمواد المكتوبة من أبحاث ميدانية حول الهجرة والحدود والإمبريالية والاستبداد والمناخ والبيئة في أعمالها. وفي معارضها خلال العقدين الماضيين، تنوّعت اختياراتها بين التصوير الفوتوغرافي والتركيب الإنشائي والتوثيق والأداء، لتقارب علاقة الإنسان الذي يعيش في المنطقة العربية بجسده ومكانه، ومنها عملها "شعر من أمشاط الفلسطينيّين" (2013)، الذي يتكوّن من مواد استعملتها في مشروع سابق بعنوان "غزل شعرة بشعرة"، أقامته في بلدة جماعين بالقرب من مدينة نابلس الفلسطينية بمشاركة سكّان البلدة، حيث جمعت الفنّانة الشَّعْر الذي يعلق في الأمشاط من بيوت جماعين، بهدف حياكة خصلة واحدة بطول أربعين كيلو متراً، وهي المسافة التي تفصل القرية عن القدس.

الصورة
من المعرض
(من المعرض)

في معرضها الحالي، تُوفّر القاضي قراءات حول حدود العراق الاستعمارية، واستخراج الموارد الطبيعة داخل حدوده، والممارسات اللاحقة التي من شأنها استغلال الاختلافات العِرقية والطائفية لعقود مُقبلة، حيث تقترح تصوّراً لرفض العنف والقمع اللذين يُميّزان العصر الحالي، بحسب بيان المعرض الذي يلفت إلى أنّ المنحوتات المصنّعة من القماش المشمّع تُركت فوق أرض المعرض لتنتشر في أكوام وتُوضع عند الجدران وتتدلّى من السقف.

تعاملت الفنّانة مع هذا القماش في تجارب سابقة، وهو نسيج البوليستر المرتبط بكلوريد البولي فينيل (PVC)، في سياق اهتماماتها بالوقود الأحفوري، كونها عاشت طفولتها في بلد هو خامس أكبر منتج للنفط والبترول في العالَم، وكان لهذه الصناعة آثار بيئية مدمّرة، إذ تمّ انتشال الأقمشة الموجودة في المعرض من شاحنات النقل، التي تعبُر الحدود بسهولة في الوقت الذي يُحرم المهاجرون من عبورها، بل ويجري تجريمهم أيضاً.

أمّا مساحة القراءة في المعرض، فعنونتها القاضي بـ"الأرض والشعب"، وتحتوي وثائق لمراسلات واتفاقيّات حكومية تتعلّل بإنشاء الحدود السياسية الحديثة في العراق، التي رسمها البريطانيون والفرنسيون بين عامَي 1926 و1930، ومنشورات بعنوان "أنثروبولوجيا العراق" تُفهرس البيانات القياسات البشرية التي تحتوي تصنيفات عنصرية، وتتضمّن كذلك صوراً لحركات تمرّد لم تُوثَّق شهدها العراق على مدار قرن مضى، وقادتها نساء وأقلّيات عِرقية وإثنية وعمّال وسياسيون.

المساهمون