رعد الملاجي.. المجازر الصهيونية منذ عام 1937

27 مارس 2024
النصب التذكاري لمجزرة كفر قاسم التي نفذها الاحتلال عام 1956
+ الخط -
اظهر الملخص
- قبل النكبة، ارتكبت العصابات الصهيونية عشرات المجازر في مدن وبلدات فلسطينية، مخلفة أكثر من خمسة آلاف شهيد، بدءًا بمجزرة في حيفا عام 1937، بهدف ترويع الفلسطينيين ودفعهم للهجرة.
- تأسيس أقدم العصابات الصهيونية "هشومير" في 1909، والذي كان بمثابة نواة لـ"الهاغاناه"، ضمن مشروع استعماري يهدف للاستيلاء على الأرض الفلسطينية.
- يستعرض كتاب "المجازر والاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني" لرعد أحمد الملاجي، جذور الصراع العربي الصهيوني ودور بريطانيا وفرنسا في تسهيل إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين.

ارتكبت العصابات الصهيونية قبل النكبة، عشرت المجازر في مدن وبلدات فلسطينية عدّة، ذهب ضحيتها أكثر من خمسة آلاف شهيد، بدأتها بمجزرة في حيفا في السادس من آذار/ مارس سنة 1937، بزرع قنبلة في سوق المدينة تسبب بارتقاء ثمانية عشر شهيداً، بهدف ترويع الشعب الفلسطيني ودفعه إلى الهجرة خارج البلاد.

تأسسّت أقدم هذه العصابات سنة 1909، حيث ظهر تنظيم "هشومير" (الحارس) الذي رفع شعار "بالدم والنار سقطت يهودا، وسترتفع يهودا بالدم والنار"، والذي كان نواةً لإنشاء "الهاغاناه" عام 1920، ضمن مشروع الاستعمار الاستيطاني الذي بني على "منطق الإلغاء" والاقتلاع والاستيلاء على الأرض.

"المجازر والاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني" عنوان الكتاب الذي صدر عن "دار عصور للنشر والتوزيع" للباحث الأردني رعد أحمد الملاجي، ويعود إلى جذور الصراع العربي الصهيوني الذي جاء في سياق التنافس الأوروبي على تقاسم المنطقة العربية في نهاية العهد العثماني.

يستعرض الكتاب الأحداث منذ تبنّي بريطانيا إيجاد كيان يهودي سياسي في فلسطين يخضع لنفوذهم

ويشير المؤلّف إلى أن بريطانيا كانت تفاوض العرب على استقلال بلادهم ووحدتها، بينما كانت فرنسا تبحث مع روسيا تقسيم الإمبراطورية العثمانية، وخططت في الوقت نفسه مع الصهيونية العالمية لاحتواء فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني، وإقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين، حيث توصلت بريطانيا مع حليفتها فرنسا إلى اتفاق حول تقسيم هذه الإمبراطورية، في الرابع من آذار/ مارس عام 1916 الذي عُرف باسم "سايكس-بيكو".

ويستعرض الملاجي الأحداث منذ تبنّي بريطانيا إيجاد كيان يهودي سياسي في فلسطين يخضع لنفوذهم، كما نصّ عليه وعد بلفور، الذي قاومه الفلسطينيون في انتفاضات وثورات بدأت في يافا عام 1921، مروراً بثورة البراق سنة 1929، ومواجهات عام 1933، وصولاً إلى الثورة الفلسطينية الكبرى (1936 – 1939)، حيث قام الصهاينة بعد اندلاع الثورة بأولى مجازرهم.

غلاف الكتاب

ويبيّن الكتاب أن العصابات الصهيونية لجأت في عدد من المجازر إلى التمثيل بالجثث أو التخلص منها دون دفنها، كما حدث في مجزرة "دير ياسين"، حيث قامت بإلقاء الجثث في بئر القرية، كما قتلت 52 رجلاً في قربة الصفصاف بالقرب من مدينة صفد عام 1948، أمام نساء القرية حيث سُجّلت ثلاث حالات اغتصاب أيضاً، بحسب وثائق نُشرت حديثاً.

وفي مذبحة اللد، هاجمت عصابة ليحي المدينة بالقذائف المدفعية، ما تسبّب باستشهاد نحو 251 من سكانها وعندما هرب المواطنون إلى مسجد دهمش لحق بهم الجنود الغزاة وقتلوا 176 منهم في المسجد ليرتفع عدد الشهداء الى 426.

ويلفت المؤلّف إلى أن عصابات الاتسل وليحي والهاغاناه وفرقة البالماخ وعصابة شتيرن ارتكبت أكثر من 57 مجزرة قبل عام 1948، واستخدمت في بعضها أسلحة أكثر تطورًا مثل القذائف المدفعية وقذائف الهاون والمورتر، وكانت تعمد إلى تفجير المباني العامة والفنادق، ومباغتة الأهالي في الليل، ولم تستثن الأطفال والنساء والشيوخ.


 

المساهمون