رحل مساء أمس السبت الكاتب السوري وليد إخلاصي (1935 – 2022) في مدينة حلب، الذي ينتمي إلى جيل الستينيات من كتّاب السرد السوريين، وقد تنوّعت مؤلّفاته بين الرواية والقصة القصيرة والمسرح، إلى جانب العديد من الدراسات النقدية.
وُلد الراحل في لواء الإسكندرونة لعائلة تهتمّ بالثقافة والأدب، حيث كان والده أحمد عون الله إخلاصي، رئيساً لتحرير مجلة "الاعتصام" التي صدرت في حلب في عشرينيات القرن الماضي، والتي أوقفها الحاكم الفرنسي في فترة الاستعمار، وقد أثّرت طموحات الوالد الفكرية في بداياته المبكرة.
درس في مدارس حلب، ونال الإجازة الجامعية من كلية الزراعة في الإسكندرية بمصر عام 1958، ثمّ دبلوم الدراسات العليا القطنية سنة 1960، وعمل محاضراً بكلية الزراعة في جامعة حلب، كما في مديرية الاقتصاد بالمدينة، وترأس فرع نقابة المهندسين وفرع اتحاد كتّاب العرب في حلب أكثر من مرة.
ترك الراحل أكثر من أربعين عملاً في المسرح والرواية والقصة القصيرة
ساهم إخلاصي في تأسيس مسرح الشعب والمسرح القومي والنادي السينمائي في حلب، وهو عضو سابق في هيئة تحرير دورية "الموقف الأدبي"، ونشر كتابه الأول عام 1964 بعنوان "العالم من قبل ومن بعد" وهو نصّ مسرحي، وتوالت أعماله التي تجاوزت الأربعين.
تتنوع الأعمال السردية والدرامية لإخلاصي، وتتسع لمختلف الأنواع والأنماط، وهو في كل نوع منها ينطلق من تجربة متجددة تتميز بالجمع بين الواقعي والغرائبي، كما بين اليومي والتاريخي، وقدم كل ذلك بصورة إبداعية منفتحة ومتجددة.
في الرواية، أصدر الراحل "شتاء البحر اليابس" (1965)، و"أحضان السيدة الجميلة" (1969)، و"أحزان الرماد" (1975)، و"زهرة الصندل" (1981)، و"خان الورد" (1985)، و"باب الجمر" (1985)، و"ملحمة القتل الصغرى" (1994)، وغيرها.
ونشر أيضاً العديد من المجموعة القصصية مثل "دماء في الصبح الأغبر" (1968)، و"زمن الشجرات القصيرة" (1970)، و"الطين" (1971)، و"التقرير" (1974)، و"الأعشاب السوداء" (1980)، و"يا شجر يا.." (1981)، بالإضافة إلى كتاب سيري بعنوان "المتعة الأخيرة.. اعترافات شخصية" (1986)، وعشرات الأعمال المسرحية.
نال وليد إخلاصي العديد من الجوائز السورية والعربية، منها جائزة اتحاد الكتّاب العرب، وجائزة محمود تيمور للقصة القصيرة، وجائزة سلطان العويس.