رحل أمس الثلاثاء الشاعر التونسي نور الدين صمود (1932 – 2022) في مدينة قليبية (100 كلم شرق تونس العاصمة)، الذي يعدّ أبرز شعراء التفعيلة في بلاده كما كتب العديد من الدراسات النقدية وفي علم العروض، وقدّم برامج إذاعية على مدار عقود.
درَس الراحل في جامعة الزيتونة حتى نال الشهادة الثانوية، ثم انتقل إلى القاهرة لاستكمال دراسته الجامعية، لكن قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتونس آنذاك دفعه للسفر إلى بيروت حيث حصل على البكالوريوس في الأدب العربي والتاريخ من "الجامعة اللبنانية" عام 1959، وحاز دكتوراه الدولة من "الجامعة التونسية" سنة 1991.
ساهم مع عدد من الكتّاب الشباب في تأسيس رابطة القلم الجديد نهاية الخمسينيات، وعمل مدرساً في المعاهد الثانوية، ثم التحق بالكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين، كما درّس في "المعهد العالي للموسيقى" بتونس العاصمة.
برزت تجربته في الستينيات كشاعر ملتزم بالتفعيلة وأوزان الشعر وصاحب رأي في تجديد القصيدة العربية، وشارك في عدة مؤتمرات ومهرجانات أدبية وشعرية في العديد من البلدان العربية، وأصدر مجموعته الشعرية الأولى تحت عنوان "رحلة في العبير" سنة 1969.
بموازاة ذلك، نشر صمود العديد من المقالات والدراسات في الصحف والمجلات التونسية مثل "مجلة الإذاعة والتلفزة"، و"العمل" و"الحرية"، و"الفكر"، كما أشرف على رئاسة تحرير مجلة "الشعر" الفصلية التي أصدرتها وزارة الثقافة عام 1982.
وصدر له العديد من الكتب في مجال النقد والأدب منها "دراسات في نقد الشعر"، و"زخارف لغوية"، و"الطبري ومباحثه اللغوية"، و"تأثير القرآن في شعر المخضرمين"، و"هزل وجد"، بالإضافة إلى مساهمته في وضع مناهج دراسية في العروض في كتابيْه "العروض المختصر" و"تبسيط العروض".
غنّى العديد من الفنانين التونسيين بعض قصائده مثل "أغنية الزنج" التي أدّاها علي الرياحي، و"سرنا على الرمل" التي غنتها أمينة فاخت، و"سألت ربّ الورى في ليلة القدر" التي قدّمتها نعمة، وغيرها من القصائد.
له أكثر من مجموعة شعرية منها "صمود: أغنيات عربية" (1980)، و"نور على نور (1986)، وأصدر كتباً شعرية للأطفال مثل "طيور وزهور" (1979)، و"حديقة الحيوان" (1991)، وترجمت قصائده إلى عدد من اللغات.