رحيل فرناندو سانشيز دراغو.. حياةٌ بين الصحافة والرواية الإسبانيّتين

10 ابريل 2023
فرناندو سانشيز دراغو، 1936 - 2023 (Getty)
+ الخط -

لم يكن أحدٌ من المشهد الثقافي الإسباني يتوقّع أنّ كلمات الكاتب فرناندو سانشيز دراغو، عبر حسابه على تويتر، صبيحة هذا اليوم، ستكون الأخيرة؛ حيث قال في فيديو له: "القطّ نانو يُصبّح عليّ، وهو يعلم أنّ في رأسي توجد أسرار كلّ شيء تقريباً".

وبعد ساعتين من نشر الفيديو، ضجّت الصحافة الإسبانية بخبَر رحيل الكاتب والصحافي الإسباني فرناندو سانشيز دراغو، اليوم الإثنين، عن عمر يناهز 86 عاماً، بعد تعرّضهِ لأزمةٍ قلبيّة مُفاجئة في منزلهِ، كما أفادت مصادر من عائلته.

وُلد دراغو في مدريد عام 1936، وتدرّج في تحصيله العِلمي حتى نالَ شهادةً بالآداب الرومانسية واللغات الحديثة من "جامعة مدريد"، ثم عمل بعدها أستاذاً جامعياً في اليابان، والسينغال، والمغرب، وكينيا، وغيرها من البلدان.

شارك الراحل بشكلٍ بارز في الصحافة المكتوبة، فقد أسّس باكراً، في مدينة شورية، صحيفة "إسبانيا الجديدة" عام 1957؛ ووقّع آلاف المقالات في صحف مثل "ألموندو" و"أي بي سي"، قبل أن يُدير "المدرسة الإسبانية" في باريس، ابتداءً من عام 2001.

يُعتبر الكاتب الإسباني شخصيّة مؤثّرة في المشهد الثقافي، فعبر مؤلّفاته الصحافية والروائية والقصصية والسّير الذاتية، والتي يصل عددُها إلى ما يقرب من الأربعين كتاباً، يُمكن التعرُّف على قصص وأحداث مختلفة حول السبعين سنة الماضية من تاريخ البلاد.

عُرف صاحب "إلدورادو" (2021) على المستوى السياسي، بمواقفه الناقدة للولايات المتّحدة الأميركية وحروبها التوسّعية، حيث رأى فيها أنها "المُسبّب الرئيسي لجميع مآسي العقدين الأخيرين، لا سيّما حربَي العراق وأفغانستان". 

كما تنوّعت الأجناس الأدبية التي كتب فيها، كالدراسات النقدّية والأدبية والروائية، لكنّه أثار ضجّةً كبيرةً بعد نشر رواية "الله يخلقهم وهم يتحدّثون عن الجنس والمخدّرات والفساد وإسبانيا" (2010)، حيث تحدّث أنه أقام علاقة غرامية مع فتاة من فتيات "اللوليتا" اليابانيات، مستخدماً لغة سردية فيها الكثير من الجُرأة، لدرجة أنه تعرّض للنقد من قِبل الصحافة، لا سيّما في الفصل الذي خصّصه لوصف تلك العلاقة الغرامية. 

وبعد الضجّة الكبيرة التي أثارها ذلك الفصل في روايته المذكورة، برّر قائلاً: "إنها حكاية تافهة حاولتُ أن أحوّلها إلى أدب. ولم يكن ذلك حقيقياً أبداً".

اشتُهر دراغو بمجموعة روايات، منها: "طريق القلب" (1990)؛ و"طريق اليد اليسرى" (2005)؛ و"ينابيع النيل" (2008)، التي وصفَ فيها مصر بأنها جنّة لتخيّلات الطفولة، ووجد فيها الحرّية التي لم تتمكّن مدريد ما بعد الحرب الأهلية من منحه إيّاها؛ و"هذه الأيام الزرقاء: مذكّرات طفل غريب" (2011)، و"إلدورادو" (2021).

ومن الجوائز الأدبية التي استحّقها؛ "بلانيتا"، عن روايته "براهين المتاهة" (1992)، و"فرناندور لارا للرواية"، عن روايته "مِيتات متزامنة" (2006).

المساهمون