رحيل عبد العباس أحمد.. مدوّنة في النحو والمعجميات

01 اغسطس 2021
(عبد العباس أحمد، 1946 - 2021)
+ الخط -

رحل الخميس الماضي الباحث والناقد العراقي عبد العباس عبد الجاسم أحمد (1946 – 2021)، متأثراً بإصابته بفيروس "كوفيد – 19"، تاركاً وراءه عشرات الكتب والدراسات في تاريخ اللغة والنحو والمعجميات، إلى جانب الأدب والرواية والسيرة والسياسة.

وُلد الراحل في بلدة القاسم بمحافظة الحلّة جنوبيّ العراق، وأكمل دراسته فيها قبل انتقاله إلى بغداد، فنال درجة البكالوريوس من كلية الشريعة، وتخصّص في النحو، حيث حاز درجتي الماجستير عن أطروحة بعنوان "الأوجه الإعرابية وعلاقتها بالمعنى في القراءات السبع" عام 1995، والدكتوراة في نظرية الأصول عند ابن فارس سنة 2011.

وعمل في تأليف مناهج اللغة العربية في المدارس العراقية بمختلف المراحل ومعاهد إعداد المعلمين ومعاهد الفنون الجميلة لعدة سنوات، ووضع دراسات في مناهج اللغة والتعلّم، وترأس "رابطة بغداد الثقافية"، وكان عضواً في "المجلس الدولي للغة العربية".

انشغل الراحل في دراساته بتأصيل الإعراب والدلالة من خلال إعادة قراءة التراث اللغوي

اهتمّ أحمد بالدراسات المعجمية، حيث ألّف العديد من الكتب، مثل: "معجم المسمّى لما هبَّ ودبَّ من غير الإنسان"، الذي درس فيه أسماء الكائنات غير البشرية وتطوّرها في تاريخ العربية، ووقف عند عدد وافر وكبير من أسماء الحيوانات التي وجدت وجرى تداولها في الماضي وانقرضت، من خلال الاستشهاد بنماذج من الشعر العربي والحديث النبوي والآيات القرآنية، إلى جانب التفاسير اللغوية والبلاغية والروايات التي اختلف فيها النحويون.

إلى جانب كتب "المعجم المعتل: إسناد الفعل الثلاثي المعتل الآخر إلى الضمائر"، و"معجم صفات الإبل والخيل، دراسة معجمية مقارنة" و"معجم أدواء الإبل: أمراضها وعللها"، و"معجم إعراب ألفاظ الجلالة وجملها في القرآن" الذي تناول فيه الأثر المعنوي والدلالي الذي يميّز الآية القرآنية، مفصّلاً إعراب ألفاظ الجلالة (الله، رب، إله)، أينما وردت في القرآن.

مزج أحمد في ثلاثة أعمال روائية بين السرد الأدبي وتاريخ اللغة هي "الأتون.. ثانية يحرق هولاكو العراق" و"صمت العبور" و"السنون العجاف"، وفي العمل الأول رواية لتاريخ العراق خلال مئة عام تمتدّ من مغادرة العثمانيين حتى الاحتلال الأميركي، وتتضمّن توثيقاً لمآسي الاحتلالات والحروب والثورات والأزمات الاجتماعية والاقتصادية، وانعكاساتها في الثقافة والمرويات الشعبية.

انشغل الراحل في معظم دراساته بتأصيل النحو والإعراب والدلالة من خلال إعادة قراءة التراث اللغوي العربي، ومنها "التحول في التركيب وعلاقته بالإعراب في القراءات السبع"، و"الصواب في معرفة الإعراب: تيسير إعراب الكلمة والجملة والتركيب"، و"من لا يحضره المعلم، شذرات من عيون أدب المجالس"، و"الزمن النحوي في القرآن"، و"الدلالة الصوتية لحرف الخاء في العربية"، و"استعمالات (دون) في العربية"، و"ثنائية الفعل بين الخيار والاستثمار"، و"اللهجات واللغة الموحدة المشتركة"، وحقّق كتاب "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" للمؤرخ شهاب الدين أحمد بن فضل الله العمري.

موقف
التحديثات الحية
المساهمون