رحل أول أمس الإثنين الباحث الأردني الفلسطيني عبد الحي زلوم (1936 – 2021) في عمّان، وقد ترك العديد من الدراسات الفكرية والمقالات الصحافية حول أزمة الرأسمالية والعولمة، إلى جانب عمله لأكثر من خمسين عاماً في صناعة النفط.
أكمل الراحل في مدينة القدس تعليمه الثانوي ثم انتقل إلى الولايات المتحدة حيث أنهى دراسته الجامعية الأولى والعليا في الهندسة والإدارة من جامعات "كنساس"، و"لويزيانا"، و"كاليفورنيا"، و"هارفرد"، وساهم في تأسيس العديد من شركات البترول الوطنية العربية في الخليج العربي والعراق وأفريقيا، وكذلك عمل مستشاراً لمشاريع هندسية وإنتاجية نفطية للدول السريعة النمو كالهند والصين.
درَس في مؤلّفاته الهيمنة الغربية على النفط منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى اليوم
في كتابه "نذر العولمة: هل يستطيع العالم أن يقول لا للرأسمالية المعلوماتية" (1999)، يرى أن النظام الرأسمالي المعلومالي حقق إنجازات مادية لشعوبه على جانبي الأطلسي والبالغة حوالى 10% من سكان الكرة الأرضية، وذلك باستلاب مقدرات الـ90% من بقية سكانها الآخرين، وجاءت أدوات العولمة واقتصادها لتزيد من عملية الاستلاب تلك، واستلبت فئة الواحد بالمائة من كل شعب من شعوبها مقدراته، ثم استلبت خيرات ومقدرات البقية من الشعوب؛ فأصبح العالم مضطرباً كالواقف على رأسه لن يقوى على مثل هذا الوضع ولا يمكن الاستمرار به، حتى أن النظام المعلومالي بجبروته ووحدانيته هذه الأيام كان قاب قوسين أو أدنى من الانهيار.
أما كتابه "إمبراطورية الشر الجديدة" (2003)، فيؤكد أن الصراع الذي تترأسه اليوم الولايات المتحدة الأميركية، ليس قائماً في أساسه بين الإسلام والغرب، بل هو بين بارونات المال والنفط والعسكر في الولايات المتحدة وخارجها، وبين بقية شعوب العالم، موضحاً كيف الدول الكبرى تسعى للسيطرة على النفط العالمي، منذ عام 1855 وحتى عام 2002، كما يرصد التطورات السياسية والاقتصادية في الداخل الأميركي التي أثمرت عن استعمار أميركي جديد في قناع العولمة، وحروب غير أخلاقية تقضي على المبادئ التي يُزعم نشرها وحمايتها، وسيطرة الدولار على مصالح الشعوب، وصولاً إلى إخفاقات النظام الرأسمالي؛ اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وأخلاقياً.
كما أصدر زلوم العديد من الدراسات منها: "حروب البترول الصليبية والقرن الأميركي الجديد" (2005)، و"أميركا بعيون عربية" (2007)، و"أزمة نظام – الرأسمالية والعولمة في مأزق" (2009)، و"التاريخ الحقيقي لأميركا في العالم العربي: أميركا إسرائيل الكبرى، إسرائيل أميركا الصغرى" (2009)، و"الربيع العربي ثورة أم فوضى غير خلاقة" (2013)، و"مستقبل البترول العربي في كازينو العولمة" (2014).