رحيل عبد الباقي الهرماسي: علم الاجتماع في الخلفية

24 أكتوبر 2021
عبد الباقي الهرماسي
+ الخط -

أخفت المناصب السياسية التي شغلها عبد الباقي الهرماسي (1937 - 2021) أبعاداً كثيرة منها، أبرزها كونه أحد مؤسّسي علم الاجتماع في تونس، ولولا استذكار طلبته، وعدد منهم أصبح من أبرز الباحثين الاجتماعيين، لبقي هذا الوجه منسياً تماماً، خصوصاً أن الهرماسي ضرب على نفسه عزلة منذ 2011 وقد طاولته أيام الثورة اتهامات بكونه أحد رجال النظام السابق، ولم يشفع له أنه مثّل صوت المثقفين في تلك المنظومة.

رحل الهرماسي يوم أمس السبت، ومن أبرز الدراسات السوسيولوجية التي أصدرها: "الدولة والمجتمع في المغرب العربي"، و"نظرة جديدة على العالم الثالث"، و"المغرب العربي في مواجهة التحولات الدولية". كما شارك في كتب جماعية من أبرزها: "أزمة الديمقراطية في العالم العربي" و"التغييرات السياسية في المغرب العربي".

حين عيّن عام 1996 وزيراً للثقافة، اعتبر الهرماسي نقلة في سياسات الدولة، حيث إن مقارباته الفكرية بين علم اجتماع السياسة وعلم اجتماع الثقافة كانت تؤهّله لوضع رؤية ثقافية شاملة في منعطف ما بين القرنين. وقد امتدّت سنوات وزارة الثقافة مع الهرماسي حتى 2004، وتعدّ من أطول الفترات التي بقي فيها وزير ثقافة تونسي في منصبه. تقلّد الهرماسي أيضاً منصب وزير الخارجية.

درس الراحل في جامعة السوربون، وقد تخرّج منها بإجازة في الفلسفة عام 1962، ومنها تخصّص في علم الاجتماع ونال ضمنه شهادة الدراسات المعمّقة سنة 1966، ثم حصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة كاليفورنيا سنة 1971. درّس الهرماسي علم الاجتماع في جامعة تونس وجامعة كاليفورنيا ما بين 1971 و 1992، قبل أن يخوض مسيرته السياسية التي حجبت لاحقاً كل وجوهه الأخرى.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون