رحيل رشيد سيدي بومدين.. قريباً من المجتمع الجزائري وعمرانه وقضاياه

09 نوفمبر 2022
(رشيد سيدي بومدين)
+ الخط -

في مطلع العام الجاري، أصدر الباحث الجزائري في علم الاجتماع، رشيد سيدي بومدين، كتاباً بعنوان "خزف مدينة الجزائر: تاريخٌ قائمٌ بذاته"، تناول فيه جوانب من تاريخ مدينة الجزائر من خلال زاوية مخصوصة؛ تتمثّل في العمارة وفنون الزخرفة وعلاقة سكّانها بهما بين القرنَين السابع عشر والتاسع عشر.

كان ذلك آخر مؤلّفات سيدي بومدين، الذي غادر عالمنا أوّل أمس الإثنين؛ وهو عملٌ اشتغل عليه من منطلقَين شخصي وأكاديمي. أمّا الأوّل فيتمثّل في كونه وُلد في حيّ المدنيّة بالجزائر العاصمة، والذي تُشبه تصاميم بيوته وديكوراتها الداخلية تلك الموجودة في حيّ "القصبة" موضوعِ الكتاب، وأمّا الثاني، فيتمثّل في كونه خبيراً في مجال المعمار. فإلى جانب عمله أستاذاً لعلم الاجتماع، اشتغل في عدد من المؤسّسات الجزائرية والأجنبية المتخصّصة في العمران، قبل أن يتفرّغ للتأليف حول التراث والعمارة في الجزائر.

وبين هذين المجالين تراوحت مؤلّفاتُ الباحث الراحل؛ إذ وضع عدّة كُتب حول الهندسة المعمارية في المواقع التاريخية والمدن الجزائرية، وعلاقة الإنسان بمحيطه الحضري والهندسي، وعناصر التراث الثقافي اللامادي؛ مثل الطبخ التقليدي الذي كان موضوعاً لكتابه "الطبخ التقليدي في الجزائر: فنّ عيش" (2015).

ومن مؤلّفاته في مجال الهندسة الحضرية: "البحث الحضري في الجزائر: حالة السؤال" (1996)، و"الهندسة الحضرية في العالم العربي: السياسات والأدوات والفاعلون (1999)، و"مدن إسمنتية مقابل أحياء قصديرية: مئة عام من الأحياء القصديرية في العاصمة" (2016).

ومن كتبه الأُخرى: "يا ولد! رحلة مواطن: مذكّرات" (2013)، و"الكوميدور: مغامرة إنسانية وفكرية" (تأليف مشترَك، 2018)، إلى جانب كتابه "النظام الجزائري وآلياته" (2019) الذي اقترح فيه تحليلاً للحَراك الشعبي الجزائري، منطلقاً من فرضية أنّ ما وُصف بالحدث العفوي له جذورٌ تتمثّل في وجود مجتمع مدني خفّي قاوم نظاماً ريعياً وناضل ضمنه.

المساهمون