رحيل حسن عبد الله.. قصيدة الجنوب والطفولة الأولى

22 يونيو 2022
(حسن عبد الله، 1943 - 2022)
+ الخط -

برز الشاعر اللبناني حسن عبد الله (1943 – 2022) الذي رحل أمس الثلاثاء بعد صراع مع المرض، في نهاية السبعينيات ضمن "شعراء الجنوب" الذين كتبوا القصيدة في مواجهة الاجتياح الإسرائيلي للبنان، واحتفوا خلالها بالمقاومة، مع تميّزه عن أقرانه بقصيدة مشبعة بعوالم الطفولة وحس الطرافة.

وُلد الراحل في بلدة الخيام بالجنوب اللبناني وكتب الشعر في الثانية عشرة كما حفظ القصائد والسير الشعبية، وانتقل إلى بيروت عام 1964 حيث التحق بمعهد إعداد المعلمين، ورغم أنه وضع العديد من القصائد إلا أنه لم يهتمّ بنشرها في الصحف والمجلات حتى طبع ديوانه الأول عام 1978 بعنوان "أذكر أنني أحببت"، لكنه أصدر قبلها بسنة واحدة من ستّ قصص للصغار عن سلسلة "جنة الأطفال/ دار الفارابي".

عمل عبد الله مدرساً في "ثانوية صيدا للبنات"، وهناك التقى مهدي عامل وحسن داوود ويمنى العيد، الذين زاملهم فيها. وفي تلك الفترة، انجذب نحو اليسار متأثّراً بأفكاره وأدبياته لكنه لم ينضمّ إلى أيّ من أحزابه.

بعد عدّة سنوات، لحّن مارسيل خليفة قصيدته "أجمل الأمهات" التي ضمّها الديوان الأول ولقيت انتشاراً واسعاً في تلك الفترة، وتقول كلماتها: "أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها…/ أجمل الأمهات التي انتظرتهُ/ وعادْ…/ عادَ مستشهداً./ فبكتْ دمعتين ووردة/ ولم تنزوِ في ثياب الحداد"، وكذلك قصيدة "أنا يا رفاق من الجنوب".

في عام 1981، أصدر عبد الله ديوانه الثاني "الدردارة" ويضمّ قصيدة طويلة كرّست أسلوبه الغنائي الذي يجمع البساطة بالعمق، وغنى الصور والإيقاعات، لكنه في جانب آخر من شعره سينزع نحو التأمل وصوت خافت في التعبير عن الذات والعلاقة مع المكان التي تشكل عنصراً أساسياً فيه.

ومنذ ذلك الوقت، احتفظ بموقعه ضمن خريطة الشعر اللبناني والعربي بقصيدة ناضجة وإدراك لمعنى الشعر من زاويته الخاصة، رغم أنه لن يصدر إلا ديوانين اثنين هما: "راعي الضباب" (1999) و"ظلّ الوردة" (2012).

وفي عام 2019، أقام عبد الله معرضه تحت عنوان "مقام الأخضر"، والذي ضمّ أربعين لوحة، وقد صرّح حولها: "كنت أعيش في بلدة محاطة بالزرع والاخضرار والمروج والأودية، ولا شك أن لوحاتي هي ترجمة للطبيعة في بلدتي الخيام".

في رثائه للراحل، كتب الشاعر محمد علي شمس الدين على صفحته في فيسبوك: "حسن عبد الله ليس رخو الأحاسيس، هو حاد. عفوي مريح مفاجئ يحول كل ما يصادفه لشعر كل ما يلمسه لشعر ودهشة. وأي شعر؟ شعر حر بريء طازج جديد بسيط وعميق وساخر وساحر ولا يذكرني إلا بنفسه..  وربما أوحى لك بأنه مباشر أي يكتب الشعر بتلقائية وبلا تكلف".

وكتب الأكاديمي كامل صالح: "لن أتحدث عن حسن خليل عبد الله الشاعر والأديب والصحافي وابن الخيام الجنوبية، لن أتحدث عن صاحب "أجمل الأمهات" و"الدردارة" و"راعي الضباب"... إنما سأتحدث عن حسن الذي كبرنا أنا وجيلي على كلمات أغانيه في عمله "أنا الألف" الذي لحنه الموسيقار وليد غلمية ورسم اللوحات الفنان المصري حلمي التوني".
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون