في أيلول/ سبتمبر الماضي، بلغ بشير يلّس مئة عام من عمره، ليُصبِح بذلك أكبَر التشكيليّين عُمراً في بلاده، وآخر من بقيَ على قيد الحياة من جيل الروّاد في المدرسة التشكيلية الجزائرية.
أمس الثلاثاء، رحل الفنّان التشكيلي الجزائري عن عالمنا في الجزائر العاصمة قبل أيّام قليلة من بلوغه عامه الثاني بعد المئة.
وُلد يلّس في مدينة تلمسان، غرب الجزائر، عام 1921. وبعد دراسته الثانوية فيها، التحق بـ"مدرسة الفنون الجميلة" في الجزائر العاصمة عام 1943. وبعد سنة من ذلك، شارك في معرض جماعي للرسم والمنمنمات.
محطّته المقبلة كانت باريس، حيث التحق بـ "مدرسة الفنون الجميلة"، والتي درس فيها بين سنتَي 1947 و1950. وخلال تلك الفترة، وتحديداً عام 1948، أقام معرضه الفردي الأوّل في العاصمة الفرنسية، مُقدّماً للجمهور أعماله التي استلهمها من مدينته تلمسان وتراثها.
ومع استقلال الجزائر عام 1962، عاد يلّس إلى الجزائر؛ حيث تولّى إدارة "مدرسة الفنون الجميلة" في العاصمة ابتداءً من تلك السنة وحتى عام 1982، كما شارك في تأسيس "الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية" عام 1964، والذي نظّم أوّل معرضٍ له في العام نفسه.
برز بشير يلّس في العمارة والفنّ التشكيلي، وخصوصاً في فنّ المنمنمات، كما أنجز، منذ نهاية الستّينيات، سلسةً من الطوابع البريدية والجداريات التي استلهم فيها عناصر من التراث الثقافي الجزائري، وشارك في تصميم مبانٍ عدّة؛ مثل "مقام الشهيد" و"قصر الثقافة" و"مركز الأرشيف الوطني" في الجزائر العاصمة، و"مسجد الأمير عبد القادر" في قسنطينة و"البنك الوطني" في تيزي وزّو.