رحيل البشير بن سلامة: سنوات في العمل الثقافي
يعدّ الكاتب والمترجم التونسي البشير بن سلامة (1931 – 2023) الذي رحل اليوم الأحد، أحد أبرز الشخصيات التي لعبت دوراً مؤثراً في رسم السياسات الثقافية في بلاده خلال فترة نهاية حكم الرئيس الحبيب بورقيبة، وفي تأسيس عدد من الهيئات والمؤسسات الرسمية التي تُعنى بالفكر والأدب.
وُلد الراحل في باردو، إحدى ضواحي تونس العاصمة، والتحق بـ"المدرسة الصادقية"، ثم بـ"معهد الدراسات العليا"، وبعدها إلى "دار المعلمين العليا"، نال إجازة في اللغة والآداب العربية، ليعمل بعدّ تخرّجه في التدريس، قبل أن يتفرّغ إلى النشاط الثقافي في "الحزب الدستوري الجديد"؛ الحزب الحاكم منذ عام 1963.
كتب منذ منتصف الخمسينيات في العديد من الصحف والمجلات التونسية، ومنها مجلّة "الفكر" التي تولّى رئاسة تحريها إلى أن توقّفت عن الصّدور سنة 1986، كما ساهم في تأسيس مجلات "الجيل" والشباب"، وكان أحد مؤسّسيّ "اتّحاد الكتّاب التّونسيّين".
تولّى بن سلامة حقيبة الشؤون الثقافية عام 1981 واستمر في مهامه حتى أقيل عام 1986، حيث ابتعد عن الحياة العامة، وتفرّغ للتأليف في حقول مختلفة، مثل القصّة والرّواية والمسرح والبحث والمقالة، إلى جانب ترجمته العديد من الكتب الفكرية والتاريخية.
ألّف العديد من الدراسات النقدية والثقافية، كما ترجم مؤلّفات حول تاريخ تونس وثقافتها
شهدت فترة توليه الوزارة ظهور العديد من المشاريع والتظاهرات الثقافية، ومنها إصدار ثلاث مجلات هي: "الشعر"، و"فضاءات مسرحيّة"، و"فنون"، وكذلك إنشاء "الفرقة الوطنيّة للموسيقى"، و"المسرح الوطنيّ"، و"أيّام قرطاج المسرحيّة"، ومعاهد عليا للمسرح والموسيقى والتنشيط الثقافي، إلى جانب "مركز الدّراسات والتّوثيق الخاصّ بالتّنمية الثّقافيّة"، و"المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون/ بيت الحكمة"، و"معرض تونس الدولي للكتاب"، وغيرها.
ترجم وشارك في ترجمة مؤلّفات مثل "تاريخ أفريقيا الشمالية: تونس، الجزائر، المغرب الأقصى من البدء إلى الفتح الإسلامي 647م" (1969)، و"المعمرون الفرنسيون وحركة الشباب التونسي" (1970)، و"الشخصية التونسية" (1988)، و"نحو هوية بشرية ملائمة للواقع" (1990)، و"سليمان القانوني" (1991).
كما ألّف عدداً من الدراسات ومنها "اللغة العربية ومشاكل الكتابة" (1971)، و"الشخصية التونسية، مقوماتها وخصائصها "(1974)، و"النظرية التاريخية في الكفاح التحريري التونسي" (1977)، ونظرية التطعيم الإيقاعي" (1985)، و"في رحاب الأدب والفكر" (1986)، و"التيارات الأدبية في تونس المعاصرة" (1996)، بالإضافة إلى رباعية روائية ["عائشة" (1982) و"عادل" (1991)، و"علي" (1995)، و"الناصر" (1998)]، ومذكراته التي حملت عنوان "عابرة هي الأيام" (2013).
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
