رحيل إلياس الزيات: أيقوناتٌ أقلّ في التشكيل السوري

05 سبتمبر 2022
الياس الزيات (1935 ــ 2022) في مشغله، بين ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي تقريباً
+ الخط -

لم يكدِ المشهد الفني السوري يودّع واحداً من أبرز وجوهه؛ التشكيلي ممدوح قشلان، الذي رحل عن عالمنا قبل أيام (1929 ــ 2022)، حتى جاء نبأ وفاة رمز آخر من رموزه: الفنّان إلياس الزيات، الذي غادر عالمنا أمس الأحد عن 87 عاماً (1935 ــ 2022).

يُعَدّ الزيات، الذي وُلد ورحل في دمشق، من أبرز أسماء الجيل الثاني في التشكيل السوري، وهو الجيل الذي مأسس العمل الفنّي في البلاد، عبر إنشاء "كلّية الفنون الجميلة" في دمشق، والتي عمل فيها الفنان الراحل مدرّساً بين عامَيْ 1980 و2000، تاركاً أثراً كبيراً على عشرات من الفنّانين السوريين الذين حضروا دروسه.

الصورة
الياس الزيات
إلياس الزيات

بعد نيله شهادة التعليم الثانوي من "المدرسة الأرثوذكسية" في دمشق منتصف الخمسينيات، تلقّى الزيّات تعاليمه الأولى على يد ميشيل كرشه (1900 ــ 1973)، أحد روّاد التشكيل السوري، قبل أن يغادر بلده للدراسة في "أكاديمية صوفيا للفنون الجميلة" ببلغاريا، وبعدها في "كلّية الفنون الجميلة" في القاهرة، حيث تخصّص في التصوير الزيتي، وهو تخصّصٌ وسّعه، لاحقاً، عبر دراسته تقنيات الترميم الفني في بودابست بالمجر.

الصورة
من أعمال الزيات المبكّرة (1962)
من أعمال الزيات المبكّرة (1962)

عُرف الراحل بكونه واحداً من أبرز الأسماء السورية، إن لم يكن أبرزها، في فن الأيقونات والفن الكَنَسيّ، حيث ساهم في التأريخ لرسومات الأيقونة في سورية، كما عمل، خلال عقود، على إعادة تأهيل هذا التوجّه الفنّي ــ الديني ضمن الفن المعاصر، إضافة إلى ترميمه ووضعه للعديد من الأيقونات والجداريات في الكنائس ودور العبادة بسورية.

وإضافة إلى تأثير الأيقونة في فنّه ــ حيث الوجوه ذات التقاسيم الأبدية، والهالات التي تُحيط بها ــ فقد انفتحت تجربة الراحل على مختلف التيّارات والتوجّهات الفنية، إذْ رسم المناظر الطبيعية والطبيعة الصامتة، كما برز في بداياته ضمن فنّ البورتريه، وقد أظهر في مختلف أعماله ميلاً إلى الأشكال والشخوص والأغراض الحيّة أو الساكنة، مع ابتعادٍ عن الفن التجريدي الذي توجّه إليه عددٌ من أبناء جيله من الفنانين السوريين.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون