رجاء بن سلامة: كيف نقاوم نسيان صالح القرمادي

02 يوليو 2021
من معرض لمؤلفات القرمادي أقيم على هامش الندوة
+ الخط -

نظّمت "الجمعية التونسية للتربية والثقافة" و"دار الكتب الوطنية" في تونس العاصمة، يوم الثلاثاء الماضي 29 حزيران/ يونيو المنقضي، ندوة بعنوان "صالح القرمادي والحداثة"، استعاد المشاركون فيها شخصية ثقافية تونسية بقيت مهمّشة على الرغم من موقعها المعرفي والأكاديمي، حيث كان القرمادي (1933 - 1982) أحد روّاد اللسانيات في تونس.

ضمن الندوة، قدّمت الباحثة رجاء بن سلامة محاضرة بعنوان "كيف نقاوم النسيان"، ومما جاء فيها قولها: "كيف نقاوم النّسيان الذي يشتغل وكأنّه ممحاة أو مخدّر يحدث مسافات غير إبداعيّة بين ذواتنا وتراثها، وثقافتها وتاريخها؟". وتضيف: "كيف نقاوم النّسيان لمثل هؤلاء الأعلام الذين لم يكونوا جزءا من المشهد الثّقافيّ الرّسميّ؟". 

تقول بن سلامة التي تشغل موقع مديرة "دار الكتب الوطنية" منذ 2015: "نقاوم النّسيان عندما نخرج من المركزيات بأنواعها، ومن الموضات الفكريّة المتحذلقة بأنواعها. أولى المركزيّات في قضيّة الحال هي المركزيّة المشرقيّة في تعليمنا وبحثنا. الخروج منها هو الذي يجعلنا نهتمّ بعلي الحصريّ بقدر اهتمامنا بالمتنبّي. كما أنّ طاهر الحدّاد لا يقلّ أهمّيّة عن قاسم أمين. ونقاوم النّسيان عندما نرفع الوصم عن كلّ ما هو هامشيّ في اللّغة والإبداع، تماما كما فعل القرمادي في أبحاثه عن اللهجة العامية، وأشعاره التي قال عنها توفيق بكّار إنّها لم تغتسل بإبريق".

من معرض بمؤلفات القرمادي أقيم على هامش الندوة

تتساءل الباحثة التونسية أيضاً: كيف نمأسس مقاومة النّسيان؟ وتجيب: "هذا السّؤال طرحته على نفسها مؤسّسة تراثيّة مثل المكتبة الوطنيّة، فانخرطت في رقمنة التّراث المكتوب وإتاحته. فمجلّة "التّجديد" التي اجتمع حولها القرمادي وبكّار وغيرهما تمّت رقمنتها، وهي متاحة اليوم للباحثين والباحثات. نحاول مقاومة النسيان مؤسّسيّاً أيضاً باشتغالنا على مشروع "متحف التراث المكتوب"، الذي سيكون فيه صالح القرمادي موجوداً بتعدّد أبعاده واهتماماته، وفكاهته، وتونسيّته الضّاحكة. وأخيراً، نحاول محو النّسيان بالبحث عن أرشيف الكتّاب الكبار أمثال القرمادي وبكّار، لتوفيره للباحثين في شكل أصليّ أو مرقمن".

المساهمون