رابح محجوبي.. "شهادات" على الراهن الجزائري

رابح محجوبي.. "شهادات" على الراهن الجزائري

20 يونيو 2023
من المعرض
+ الخط -

مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في الجزائر في الثاني والعشرين من شباط / فبراير عام 2019، بدأ الفنان التشكيلي الجزائري رابح محجوبي العمل على سلسلة لوحات مستمدّة من مرحلة جديدة لا تزال تداعياتها مستمرة في بلاده حتى اليوم.

تشكّل الأقدام العلامة الرئيسة الحاضرة في أكثر من خمسة عشر عملاً تجريدياً نفّذها خلال السنوات الأربع الفائتة، في محاولة لتمثّل آثار الحراكيين الذين ساروا في الشوارع، مطالبين بإنهاء الفساد في مؤسسات السلطة والمضي بخطوات حقيقية نحو الديمقراطية والإصلاح السياسي.

حتى مساء الأحد المقبل، يتواصل في "رواق باية" بـ"قصر الثقافة مفدي زكريا" بالجزائر العاصمة، معرض محجوبي الذي يحمل عنوان "شهادات". يضمّ المعرض، الذي اُفتتح في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، أكثر من ستين عملاً فنياً للتشكيلي الجزائري.

الصورة
من المعرض
من المعرض

في إحدى اللوحات، تُصوّر الأقدام من أسفلها بألوان متعدّدة، في إحالة إلى تنوّع الحراكيين وتعدّد اتجاهاتهم، وتوحّدهم حول مطالبهم بالتغيير، وتظهر أيضاً جموع محتشدة في كتل متداخلة الألوان يرفعون أعلاماً ورايات، كما يصوّر الفنان جانباً آخر من الواقع الذي يتعلّق بغرق المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، حيث يستقلون "قوارب الموت" فراراً من الحروب والصراعات الداخلية الدائرة في بلدانهم.

يتناول محجوبي مواضيع أخرى أيضاً، حيث تحضر شخصيات بلا ملامح صريحة لكنها ترتدي أزياء تقليدية في غالبها، وكذلك لوحات تصوّر بيوتاً ومعالم تراثية باستخدام الألوان المائية والأكريليك، وبأسلوب يمزج بين التجريد والتعبيرية.

يمثّل اللون عنصراً أساسياً في اللوحة في تركيز على تبايناته وتناقضاته وتناغمه بحسب الحالة التي يحاكيها، وخاصة الأصفر والبرتقالي والبنفسجي والأحمر والبني والأزرق بتدرجاتهم، وتوظّف أيضاً حروف عربية ورموز وأوشام من الثقافة الشعبية الجزائرية في أعمال أخرى.

اختار الفنان عناوين للوحاته مثل "الجبل الذهبي"، و"النون"، و"الخصوبة"، و"بصمات"، و"الحوار"، و"الزهراء"، و"الحمامة"، و"مدينة السلام"، وفي معظمها ثمة أشكال آدمية أو حضور إنساني بشكل أو بآخر، بالإضافة إلى الطبيعة حيث تضاريس البحر والصحراء والجبل. 

يُذكر أن رابح محجوبي تخرّج من "مؤسسة الفنون الجميلة" في الجزائر العاصمة سنة 1978، وتبنّى في بداياته الانطباعية قبل أن ينزع إلى التجريد. أقام العديد من المعارض الفردية في روسيا والتشيك وفرنسا وجنوب أفريقيا، إلى جانب الجزائر.
 

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون