"ذكرى النكبة الفلسطينية".. عن الإحلال المستمرّ منذ 1948

"ذكرى النكبة الفلسطينية".. عن الإحلال المستمرّ منذ 1948

10 مايو 2024
إسماعيل شموط/ فلسطين
+ الخط -
اظهر الملخص
- ندوة في "مكتبة قطر الوطنية" تناقش نكبة فلسطين وتأثيراتها المستمرة منذ 1948، مع التركيز على الإحلال والإبادة الممنهجة ضد الفلسطينيين، بمشاركة باحثين بارزين.
- أمل غزال تستعرض استمرارية النكبة وتأثيرها العالمي، مؤكدة على أهمية التغييرات في الرأي العالمي تجاه القضية الفلسطينية والإبادة الجماعية من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
- أباهر السقا وإسماعيل ناشف يناقشان استمرارية النكبة وتأثيرها على الهوية والذاكرة الفلسطينية، مع التركيز على الأحداث التاريخية المؤسسة للسردية الفلسطينية والصراع مع الاستعمار الصهيوني.

كثيراً ما تُختزل نكبة فلسطين، التي تحلّ ذكراها السادسة والسبعون بعد أيام، في إطارها الإنساني، ضمن ما يُعرف بـ"نهج أنسنة القضية الفلسطينية"، وهذا مما تناقشه ندوةٌ بعنوان "ذكرى النكبة الفلسطينية: إحلال مستمرّ منذ نكبة 1948 وحتى الإبادة الممنهجة على غزّة"، تُقيمها "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة عند السادسة والنصف من مساء الأربعاء المُقبل، الخامس عشر من أيار/ مايو الجاري، بمشاركة كلّ من الباحثين والأكاديميّين أمل غزال، وأباهر السقا، وإسماعيل ناشف.

تهدف الندوة، وفق بيان المنظّمين، إلى "نقد هذا النهج والتركيز على مفهوم الإحلال الذي يواجهه الشعب الفلسطيني منذ أحداث النكبة، وباتت الأجيال المتعاقبة تعيشه اليوم بشكل متكرّر مع أحداث التهجير القسري في داخل فلسطين المحتلّة، إلى جانب تبعيات الإبادة الممنهجة على أهل غزّة التي تستمرّ منذ تشرين الأوّل/ أكتوبر من العام الماضي".

في مداخلتها التي تحمل عنوان "الإبادة الجماعية في غزّة: النكبة الفلسطينية وعولمة النكبات"، تتناول أمل غزال، عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في "معهد الدوحة للدراسات العليا"، استمرارية النكبة الفلسطينية، وتتطرّق إلى مركزية القضية الفلسطينية كقضية عالمية رغم كلّ أبعادها المحلّية والإقليمية، كما تُركّز على أهمية التغيّرات الحالية في الرأي العالمي تجاه القضية الفلسطينية في ضوء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي من تشرين الأوّل/ أكتوبر، وربطها بقضايا سياسية واجتماعية متعدّدة المواقع والسياقات، إضافةً إلى إضاءة أهمّية التأطير الاستعماري لتاريخ النكبة وتاريخ القضية الفلسطينية كمدخل لفهم أبعاد النكبة محلّياً ودولياً.

وتحت عنوان "النكبة واستمراريتها من 1948 إلى حرب الإبادة في 2024"، يتناول أباهر السقا، الأستاذ المشارك في دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية بـ"جامعة بيرزيت" في فلسطين المحتلّة، الاستخدامات الاجتماعية-التاريخية للنكبة، من خلال عرض الكتابات التاريخية المؤسّسة، وقراءة النكبة كحدث مؤسّس مركزي في التاريخ الاجتماعي للمجتمع الفلسطيني، وعرض التبدّلات والمقاربات المختلفة التي طرأت عليه، وعلاقة النكبة بالذاكرة العابرة للأجيال وللجغرافيات الاستعمارية المختلفة، وكذلك باعتبارها مصدرا للحقوق، ومرجعية هوياتية جمعية يتقاطع فيها الفردي والجماعي. كما يقرأ السقا استمرارية النكبة باعتبارها نتاجاً لديمومة الممارسات الاستعمارية ضدّ المجتمع الفلسطيني من عام 1948 وحتى حرب الإبادة الجماعية الحالية، عارضاً التقاطعات والاختلافات.

من جهته، يُركّز إسماعيل ناشف، الأستاذ المشارك في برنامج علم الاجتماع وعلم الإنسان بـ"معهد الدوحة للدراسات العليا"، في مداخلته التي تحمل عنوان "النكبة والسرد التاريخي الفلسطيني"، على كيفية سرد الفلسطينيّين لتاريخهم الحديث والمعاصر، عبر جملة من الأحداث التي كانت لها تبعات مباشرة على وجودهم كجماعة في أرض فلسطين التاريخية.

وفي العادة، تبدأ القصّة التاريخية من وعد بلفور عام 1917، وتمرّ بهبّة البراق عام 1929، وثورة 1936، والنكبة عام 1948، لتصل إلى حرب الإبادة الجماعية في غزّة اليوم. ويرى ناشف أنّ السمة الأساسية المشتركة بين هذه الأحداث المُؤسِسَة للسردية الفلسطينية التاريخية أنّها تُمثّل محطّات مفصلية في الصراع مع المستعمر الصهيوني، تلتها تحوّلات عميقة في حياة الفلسطينيين اليومية والعامّة، كما في الأنظمة السياسية التي تحكمهم.

المساهمون