مع العصر الرأسمالي المتوحّش، يسقطُ الناس في حبِّ الآلات. والموبايل أكبرُ دليل، حتّى اللحظة، وما خفي في غياهب المستقبل أعظم. إنّها ارتكاسةٌ وانتكاسة في تطوّر البشر على هذه الأرض.
قبحٌ تكنولوجيٌّ، لا نعرفُ حتّى الآن عواقبه الوخيمة التي ستطاول حضارتنا المشوّهة، في كلّ مجال. طبعاً، ثمّة من أهل الكار والاختصاص، على ندرتهم، من أطلقوا صرخات تحذير وتنبيه، في البرّية الموحشة، دون أن يستمع السواد الأعظم من الناس إليهم، ذلك أن مطلقي هذه الصرخات، يمشون بعكس التيار الجارف: تيار استعباد البشر من قبل الآلات!
تيار العبودية التامّة للذكاء الاصطناعي المرعب. إنّه ذكاءٌ مفتوح على الجحيم: على الديستوبيا، ولا أحد حتّى لديه القدرة العلمية على توقّع نتائجه، بعد قرن، مثلاً. وعليه، أحدس أنَّ مستقبلنا هو زمن عبوديتنا الجديدة، حيث تتحكّم في رقاب العامّة من سواد الناس، كما في رقاب النخبة، قلّةٌ من إقطاعيّين تكنولوجيّين، يمكن تعدادهم ببساطة. وعليه، لا أستبعد في المدى المتوسّط أو البعيد، اشتعال حنين مثقّفي ذلك المدى، القادمين، لزمن الإقطاع الزراعي الغابر، وعلاقات الناس بين بعضهم فيه!
لقد خرج الجنيّ من قمقمِ من أطلقه، ولن يعود الاثنان إلى ما كانا، بعد الخروج!
غدُنا، إن لم نحسن الظنّ، هو حنيننا لزمن الأخ الأكبر!
* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا