رغم أن تظاهرة "دريم سيتي" التي انطلقت لأول مرة عام 2007 في تونس العاصمة، بمبادرة من فنانين مستقلّين سعوا إلى تقديم فنون معاصرة لا تجد حظها من الدعم الرسمي مثل فنون الشارع، والأداء، والفنون البصرية، إلّا أنّها بدأت تدريجياً تتبنّى عروضاً لا تختلف عمّا تقدمه المهرجانات السائدة في البلاد.
كما تمّ اختيار موضوعات للنقاش لا تشتبك معظمها مباشرة مع القضايا السياسية والاجتماعية على غرار دورات سابقة، بل تذهب إلى مقاربة مقترحات جمالية وفنيّة وتكنولوجية، لكن ذلك لا ينفي خصوصيّة العديد من الفعاليات التي تتبنّى رؤية مغايرة للفن.
تنطلق مساء بعد غدٍ الجمعة الدورة التاسعة من "دريم سيتي"، التي تتواصل حتى الثامن من الشهر المقبل، وتتوزّع فعالياتها على عدّة فضاءات في المدينة العتيقة بالعاصمة مثل دار علولو، ودار حسين، ومخزن الرشيدية، وباب سويقة، والحفصية، وباب بحر وغيرها.
التظاهرة التي تنظّمها جمعية "الشارع فن" بدعم من وزارة الشؤون الثقافية، يشارك فيها اثنان وستون عملاً لخمسين فناناً قدّموا من واحد وعشرين بلداً، ينخرطون في أقسام متعدّدة تحمل عناوين: أعمال الخلق الإبداعي، ومشاريع دريم سيتي، وحلقات نقاش، ووخربقة سيتي.
وتتنوّع الفعاليات بين المسرح والكوريغرافيا والعروض السينمائية والمسرحية، كما يقام معرض بعنوان "دريم بروجكتس" يوثق مراحل ترميم قشلة العطارين، التي يعود بناؤها إلى بداية القرن التاسع عشر حيث استخدمت بداية مأوى للجنود، ثم أصبح المبنى في نهاية القرن مخزن الوثائق الرسمية، ومن ثمّ صار مقرّ "المكتبة الوطنية" حتى 2005، أن يعاد ترميمه وتحويله الى مكتبــة تشتمل على كتب ومخطوطات باللغة العربية والفرنسية.
ومن بين المشاريع الفنية المعروضة: "جمعة الزيتون" لخليل رباح من فلسطين، و"الحلقة" لبشرى خليلي من المغرب، و"يوم واحد بطول سنة كاملة" لمنيرة الصلح من لبنان، و"المياه لا تصنع الأعداء: الخرائط المناهضة للشباب" لريمي كوفوريجي من بريطانيا، و"غرزة سابقة – غرزة لاحقة" لسنية قلال من تونس، إلى حانب عرض "اركز هيب هوب" لـ"مجموعة دبو"، وعرض الفنانة البريطانية سونا جوبارتيه.
كما تنظّم حلقات نقاش تتطرق لموضوعات عن "الذكاء الاصطناعي" و"الطبيعة في المدينة" و"المياه والمسطحات المائية، وتقدّم عروض كثيراً ما تبرمج في المهرجانات التونسية مثل "ربوخ" للفنان حاتم اللجمي، وحفل الفنانة غالية بن علي.